في الواقع يستدعي هذا الموضوع أكثر من عمود. تستدعي مئوية الجامعة الجزائرية دراسات و بحوث و ندوات و صالونات و منتديات و هلم جرا كما قالوا. لكن لم يحن الوقت في هذا الزمن، زمن الرداءة و التفاهة. عمر الجامعة الجزائرية في الحقيقة يتعدى 100 سنة. لأن أول مدرسة أنشئت في العهد الاستعماري على أرض الجزائر بدأت نشاطها عام 1833 وكان التدريس في مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة. و بموجب القانون المؤرخ في عشرين ديسمبر 1879 تم إنشاء المدرسة العليا للطب والصيدلة و بموجب القانون المؤرخ في ثلاثين ديسمبر 1909 حولت المدرسة إلى كلية للطب والصيدلة بالجزائر. من بين طلبة هذه الكلٍية الذين برزوا في تأريخ الجزائر بن يوسف بن خدة الذي تحمل اسمه هذه الجامعة. وبعد مرور 100 سنة صدر التقرير العالمي لترتيب الجامعات و من بين خمسة ألاف جامعة عالمية نجد واحدة فقط جزائرية و في المرتبة 4452 عالميا و هي جامعة أبو بكر بلقايد بتلمسان و هي تحتل المرتبك 26 إفريقيا.
وبعد مرور مائة سنة جاء الطاهر حجار رئيس جامعة الجزائر ليتكلم. و ماذا قال؟ اسمعوا جيدا ماذا قال رئيس جامعة الجزائر في ذكراها المائة. قال إن الإشاعات التي روجت مؤخرا حول احتمال وقوع طلبة المعاهد الوطنية للطب في سنة بيضاء نظرا للإضراب الأخير الذي شنه الأساتذة غير صحيح، وأكد أن الامتحانات ستجرى حتى ولو تأخرت ب 15 يوما عن موعدها. يا سلام، ما هذه العبقرية؟ و ماذا قال كذلك رئيس جامعة الجزائر بمناسبة مرور مائة عام لميلادها؟ قال أن إضراب أساتذة معاهد الطب يعتبر غير شرعي وذلك لأن القضاء فصل في عدم قانونيته. سبحان الله، ما هذا الفن الذي لم يسبق له مثيل.
رحم الله جيلالي اليابس كان يقول لنا إذا نجحت الجامعة في قيادة المجتمع فإنه سيقلدها في كل شيء ويصبح عقلاني و إذا تمكن المجتمع من اقتياد الجامعة فستصبح مثله في كل شيء. في كل شيء مثل العنف و الزنا و التحرش و السرقة و الجهوية و البزنسة و الشكارة و القتل و الضرب و بيع العلامات و الابتزاز وشراء الشهادات و الأمية و قلة الأخلاق و قلة العلم.