تناول اليوم الثاني من الملتقى العلمي الدولي حول "القضية الفلسطينية في المسرح العربي" موضوع الانتاج المسرحي العربي وعلاقته بالقضية الفلسطينية من تنشيط عدد من الاساتذة المسرحيين العرب. وفي هذا السياق أبرز المحاضرون القضية الفلسطينية كانت ماضيا وما تزال حاضرا وستظل مستقبلا "هم وشغل" الانسان العربي من المحيط الى الخليج الى أن يستعيد الشعب الفلسطيني كامل حقوقه على أراضيه المسلوبة. وهنا حاضر الاستاذ قاسم مطرود من العراق مسرحي ورئيس مؤسسة "مسرحيون في بريطانيا" موضوع "انتاج فكر مسرحي عربي اقتراب من مفاتيح القدس" حيث شدد على أن العرب "في حاجة الى أناس يملكون رؤوس أموال وعقول متحضرة حتى نستطيع صناعة ما هو قادر على ايصال ما نريده للاخرين وبالتالي فرض وجودنا في هذا الالفية". واستدل المحاضر في محاضرته بقوله أن الفكر الذي أنتجه الاستعمار البريطاني بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية كان عبر أصحاب رؤوس الأموال الذين روجوا فكرا احتلاليا بان فلسطين "أرض اسرائيلية". واعتبر الاستاذ قاسم مطرود بأن الالية الاولى التي تفند هذه الادعاءات تتجسد في الاهتمام بالفن المسرحي في المعاهد الاكاديمية المتخصصة التي "لابد أن تأخذ مآخذ الجد لان رسالة الفت تختلف عن كل الرسائل الاخرى". أما الدكتور حفناوي بعلي من الجزائر فقد تطرق الى فلسطينوالقدس العربية على خشبة المسرح الجزائري الذي اهتم بقوة -- حسبه -- بنقل أحاسيس ومشاعر الجزائريين نحو القضية الفلسطينية وحاول نقلها بكل صدق على خشبة المسرح منذ اندلاع الثورة الفلسطينية. وبالنسبة للمحاضر فان أحاسيس رجالات المسرح الجزائري قد صورت بصدق الخطر الصهيوني على فلسطينوالقدس خاصة ودقت بذلك من خلال المئات من المسرحيات ناقوس الخطر الذي على كل الدول العربية قاطبة محاولة دفعه لان مصير القدس يعني كل الشعوب العربية دون استثناء. وأبرز المحاضر ناصر عربيد من الجمهورية السورية في مداخلته التي حملت عنوان "فكر وثقافة المقاومة في المسرح العربي" الصلة الوثقى التي توجد بين الشارع العربي والقضية الفلسطينية منذ عشرينيات القرن الماضي. وقال المسرحي السوري أن هذه الصلة والارتباط القويين اللذين يميزا هذه العلاقة انعكسا على العروض المسرحية المقدمة في كل بلد عربي الذي لا يخلو -- كما جاء في محاضرته -- من التطرق الى القضية الفلسطينية بحيث أصبح المسرح "المكان الاكثر تعبيرا عن اهتمامات الشارع العربي وتجسيدا لتطلعاته". كما عرفت هذه الجلسة تقديم محاضرات اخرى دارت فحواها عموما حول المسرح وقضية القدس واهمية المسرحي العربي في توظيف الفن المسرحي خدمة للقضية الفلسطينية. ومن المنتظر ان يختم هذا اللقاء يوم غد الجمعة بتخصيص جلسة عن مسرح المواجهة وتجارب دول الجوار قبل أن تقرأ التوصيات التي سوف يخرج بها المشاركون بعد ثلاثة أيام من الاشغال. يذكر أن هذه المناسبة تندرج في اطار الاحتفال بتظاهرة "القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية" وتسعى حسب رئيس الملتقى وسيني الاعرج الى "توسيع" المسرح العربي الخاص بالقضية الفلسطينية ليشمل باقي الدول الاجنيبية حتى تنال هذه القضية اهتمام جميع الفنانين في العالم. ويتم هذا المسعى -- كما اكد عليه الاعرج عبر تحقيق -- "الارتقاء بالادب العربي الى أدب إنساني بامكانه إقناع عالم معقد بالمظالم".