دعا الدكتور واسيني الأعرج إلى تجاوز الوسائل والرؤى التي بنت المسرح العربي إلى رؤى جديدة وحيّة، مضيفا أن رهان الأدب والمسرح الأساسي في تعامله مع القضية الفلسطينية هي أن يخرجها من كونها قضية عربية فقط وان يوصل صرختها إلى ابعد نقطة على الأرض، وهذا اثر افتتاحه أمس الملتقى العلمي "المسرح العربي والقضية الفلسطينية"، ضمن مهرجان المسرح المحترف، والذي يتواصل عبر مدار 3 أيام بمركب العادي فليسي بمسرح الهواء الطلق. من جهته، كمال باشا من فلسطين، قرئت كلمته بالنيابة والتي أعطى من خلالها محاضرة بعنوان "المسرح الفلسطيني بين الهواية والهوية والاحتراف"؛ حيث قدم مسحة عن المسرح الفلسطيني بين مطرقة التمويل وسندان الإهمال، تطرق من خلالها إلى معظم الصدمات والنجاحات التي مر بها المسرح الفلسطيني، قائلا "إن المسرح مازال يبحث عن هويته وهو مسرح مقلد للغرب لا يتجاوز كونه استنساخ بالرغم من الجوائز العالمية التي تحصل عليها"، مضيفا أنه خالي من الخصوصية الفلسطينية وما هو موجود نضعه في خانة المصادفات. من جهتها تطرقت الدكتورة سامية حبيب، من مصر، إلى صورة القضية الفلسطينية في المسرح المصري المعاصر، واصفة إياه بالمسرح المباشر في عرض الحقائق مما أدى إلى ضعف العمل الدرامي وجعل الأعمال خطابات طويلة تعج بالاستعراض الفكري والوجداني. أما الدكتور أنور محمد من سوريا فقد تناول خلال مداخلة بعنوان شخصية الفلسطيني في المسرح الإسرائيلي العمل المسرحي الصهيوني الذي قال عنه أنه بنى مسرحه على تشويه صورة الفلسطيني وتقديم تراجيديا دينية بحماية بريطانية داخل فلسطين، هذه الصورة التي صورت العربي على انه بربري، همجي. هذا الملتقى الذي أصبح تقليدا سنويا لهواة الفن الرابع، يشارك فيه أكثر من 20 متدخلا و 300 مشارك، لمناقشة عدة محاور منها "الإنتاج المسرحي العربي وعلاقته بالقضية الفلسطينية، و"مسرح المواجهة من تجارب دول الجوار"، بالإضافة إلى"المسرح الفلسطيني: الخصائص، الأشكال، الموضوعات".