رفضت السلطات الإيرانية السماح لأنصار المرشح الإصلاحي في انتخابات الرئاسة مير حسين موسوي تنظيم مسيرة احتجاجية على نتائج الانتخابات ، مؤكدة أن أي مسيرة أو تجمع بهذا الخصوص سيعتبر غير قانوني. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في دائرة العلاقات العامة بوزارة الداخلية أنه "لم يصدر أي تصريح لتنظيم مسيرة أو تجمع، وأن أي تجمع أو مسيرة ستكون عملا غير قانوني"، مضيفا أن هذا البيان هو "رد على الطلب الذي تقدم به موسوي لتنظيم مسيرة". وكان أنصار موسوي وزعوا منشورات تدعو لتنظيم مسيرة في العاصمة طهران ، وذلك بعد يوم حافل لهم من التظاهر وأعمال الشغب. فقد رشق متظاهرون مؤيدون لموسوي الشرطة بالحجارة عند جامعة طهران، كما اشتبكوا أيضا مع أنصار الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في شارع رئيسي بالمدينة تناثرت فيه قطع الزجاج المهشم وحرائق. ومع حلول الليل اعتلى بعض أنصار موسوي أسطح البنايات في أنحاء المدينة وهتفوا مرددين "الله أكبر" في تكرار للأساليب التي انتهجها المتظاهرون أثناء الثورة الإسلامية عام 1979. أما في شمالي العاصمة –التي تعتبر من معاقل أنصار موسوي- فقد جابت شرطة مكافحة الشغب الشوارع بعد منتصف الليل ومنعت الوصول إلى بعض الطرق، وكانت النار تشتعل في القمامة في أحد الشوارع كما حطمت بعض السيارات ونوافذها. وبدوره قال موسوي في بيان على موقعه على الإنترنت إنه طلب رسميا من مجلس صيانة الدستور إلغاء الانتخابات، داعيا أنصاره إلى مواصلة الاحتجاجات في أنحاء البلاد "بطريقة قانونية وسلمية". الآلاف من أنصار نجاد تجمعوا للاحتفال بفوزه من جهته عقد الرئيس أحمدي نجاد، الذي فاز بولاية ثانية تجمعا حاشدا للاحتفال بالفوز حضره عشرات الآلاف من أنصاره، حيث ألقى كلمة نفى فيها وجود أي مخالفات في الانتخابات. وقال نجاد إن "البعض يريد الديمقراطية لصالحه فقط، والبعض يريد انتخابات وحرية وانتخابات سليمة لكنهم لا يعترفون بها ما دامت النتيجة ليست في صالحهم". وكانت بعض الدول الغربية عبرت عن شكوكها في نتائج هذه الانتخابات، وانتقدت طريقة تعامل السلطات الأمنية مع أنصار موسوي. فقد أشار جو بايدن نائب الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى وجود "بعض الشكوك الحقيقية" بشأن نتيجة الانتخابات لكنه قال إن واشنطن تحتفظ بموقفها في الوقت الراهن، مستدركا بأن نتائج الانتخابات لن تقف حائلا بين واشنطن ورغبتها في فتح حوار مباشر مع طهران. في حين استدعت الخارجية الألمانية السفير الإيراني وعبرت له عن "قلق شديد" بشأن "حدوث تلاعب في الانتخابات"، وكان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أدان ما وصفه ب"الأعمال الوحشية" ضد أنصار موسوي. وقال مستشار للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن ما يحدث في إيران "ليس أنباء طيبة بوضوح لأي أحد لا للإيرانيين أو للسلام والاستقرار في العالم"، بينما دعا وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني طهران لاتخاذ "كافة الخطوات الكفيلة بضمان نزاهة نتائج الانتخابات". وكان الاتحاد الأوروبي أصدر بيانا أعرب فيه عن قلقه من "وقوع تجاوزات" في انتخابات الرئاسة الإيرانية وأثناء تفريق أجهزة الأمن مظاهرات المحتجين.