حث الرئيس الأميركي بارك أوباما الحكومة الإيرانية على التوقف عن ما سماها كل الأعمال العنيفة وغير العادلة ضد مواطنيها. ويشير الرئيس الأميركي بذلك إلى قيام الشرطة الإيرانية أول أمس بإطلاق الغاز المسيل للدموع وضرب المتظاهرين من أنصار المرشح الإصلاحي الخاسر بالانتخابات مير حسين موسوي الذين واصلوا احتجاجهم على النتائج منذ إعلانها قبل أسبوع. وقال بيان لأوباما إن "الحق بالتعبير والتجمع هي حقوق عالمية يجب أن تحترم" مضيفا أن الولاياتالمتحدة تقف مع أولئك الذين يسعون إلى ممارسة تلك الحقوق. وأضاف "يتعين على الحكومة الإيرانية أن تفهم أن العالم يراقب" مشيرا إلى أن إدارته "تحزن لكل روح بريئة تزهق". وكرر أوباما ما قاله في خطاب موجه إلى العالم الإسلامي ألقاه في جامعة القاهرة في وقت سابق من الشهر الجاري مشيرا إلى أن "قمع الأفكار لا ينجح في دفعها للاختفاء". ومضى الرئيس الأميركي إلى القول في نص مكتوب "إن الشعب الإيراني هو من سيحاكم خطوات حكومته في النهاية وإن على هذه الحكومة احترام كرامة شعبها إذا كانت مهتمة بالحصول على الاحترام الدولي". يشار إلى أن الرئيس الأميركي عقد اجتماعا مع مستشاريه في البيت الأبيض مع اتخاذ التطورات في إيران منحى تصعيديا. وفي مجلس النواب الأميركي صوت غالبية أعضائه على قرار لدعم الإيرانيين "الذين اعتنقوا قيم الحرية وحقوق الإنسان والحريات المدنية وسيادة القانون". وذكرت شبكة سي إن إن الإخبارية أمس الأول أن القرار حصل على 405 أصوات من المجلس مقابل اعتراض نائب واحد هو الجمهوري رون بول، بينما امتنع نائبان آخران عن التصويت. وأقر القرار برعاية رئيس لجنة الشؤون الخارجية هوارد بيرمان والنائبين الجمهوريين مايك بينس وإريك كانتور. ووصف بينس القرار بأنه رسالة من الأميركيين إلى الشعب الإيراني، داعياً مجلس الشيوخ إلى التصويت على قرار مماثل كان تقدم به السيناتور جون ماكين. في هذه الأثناء توقع موشيه يعلون وزير الشؤون الإستراتيجية في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تؤدي التطورات الجارية في إيران إلى ثورة على نظام الحكم الإسلامي يقودها المرشح الخاسر مير حسين موسوي. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن يعلون قوله في ندوة سبت الثقافة في مستوطنة موديعين شمال القدس "لقد قلت منذ أن كنت رئيسا لشعبة الاستخبارات العسكرية وما زلت أقول اليوم أيضا إن 79% من الإيرانيين يعارضون نظام آيات الله، وموسوي وعقيلته جلبا رياحا جديدة تتمثل بالانفتاح، ولذلك فإني أكرر القول إنه ستكون هناك ثورة في إيران". وأضاف يعلون -الذي شغل منصب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي- أنه "لا يمكن إخفاء الطاقة الموجودة الآن، وبحسب تقديري فإن النظام الإيراني سيكون مضطرا لأخذ ذلك بعين الاعتبار". وتابع "رغم ذلك فإن هذا لن يغير شيئا في ما يتعلق بالموضوع النووي لكن ما يحدث الآن هو مؤشر مشجع جدا بالنسبة للغرب وهذا متعلق بنظرة واسعة تجاه ما يحدث في المنطقة المتمثل بالمواجهة بين الجهادية والغرب". وقال يعلون إنه يؤيد توجه الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الجهات البراغماتية في إيران "لكن ينبغي أن ندرك أنه لا يمكن إجراء حوار وحسب فإلى جانب الحوار يجب أن تكون هناك عصا ثخينة وهذا ما يقولوه المسلمون السنة أيضا الذين يحذرون الأميركيين دير بالك (هكذا قال يعلون بالعربية) ألا يجري (الحوار) مع إيران على حسابنا".