قتل خمسة جنود من القوات الدولية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان ليبلغ عدد قتلاها في يونيو/حزيران الحالي 89، ويكون الشهر الحالي الأكثر دموية لتلك القوات منذ بداية الحرب على أفغانستان في عام 2001. يأتي هذا في وقت اجتمع فيه رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأدميرال مايكل مولين مع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي في كابل السبت لطمأنته بشأن عدم تغيير إستراتيجية الحلف الأطلسي بعد إقالة الجنرال ستانلي ماكريستال, واستبداله بالجنرال ديفد بتراوس.وشهدت الأيام الأخيرة مقتل من ثلاثة إلى أربعة جنود يوميا من القوات الغربية في المتوسط بأفغانستان.ولم تكشف القوات الدولية حتى الآن عن جنسيات جنودها الخمسة الذين قتلوا السبت في انفجار عبوات ناسفة يدوية الصنع، وهي السلاح المفضل لطالبان، في جنوب وشرق أفغانستان.يشار إلى أن عدد قتلى هذه القوات للعام الحالي وصل 309, في الوقت الذي قتل منها 520 خلال عام 2009. أما لقاء مولين بكرزاي فهو الأول من نوعه منذ إقالة ماكريستال وتبديله بالجنرال ديفد بتراوس.وقد التقى مولن كذلك مع قادة القوات الدولية في أفغانستان, قبل أن يتوجه لباكستان التي يتوقع أن يلتقي فيها بالرئيس الباكستاني آصف علي زرداري وبقائد الأركان الجنرال أشفق برويز كياني. وعلى أثر زيارته لكابل, قالت الرئاسة الأفغانية في بيان لها إن "رئيس أركان الجيش الأميركي أعرب خلال لقائه مع كرزاي عن ثقته في قدرة قائد القوات الدولية الجديد الجنرال ديفد بتراوس على بذل الجهود اللازمة، أسوة بالجنرال ستانلي ماكريستال، لتفادي وقوع خسائر مدنية ولتدريب وتعزيز قوات الأمن الأفغانية".وقد قال مولن في مؤتمر صحفي عقده قبيل مغادرته واشنطن متوجها إلى أفغانستان, إن "رسالتي ستكون واضحة: لا تغيير في إستراتيجيتنا ولا تغيير في مهمتنا".وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أكد في تصريحات سابقة أن القوات الدولية تحرز "تقدما", وقال "لا اعتقد أننا وقعنا في مستنقع" في أفغانستان. وأضاف أن الجنرال بتراوس سيكون لديه مطلق الصلاحيات "لإدخال تغييرات تكتيكية (..) لكن الإستراتيجية العامة ستظل هي ذاتها".يشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أقال ماكريستال بعدما نشرت له مجلة رولينغ ستون مقالا سخر فيه من نائب الرئيس جوزيف بايدن وعدد من أعضاء السلطة التنفيذية في الولاياتالمتحدة.وجاءت هذه الإقالة في ظرف دقيق بالنسبة للقوات الدولية التي تخوض عملية طويلة الأمد في قندهار معقل طالبان تتكبد فيها خسائر كبيرة. وقد تصدرت قضية الحرب في أفغانستان المباحثات التي أجراها الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون على هامش قمة الثماني قرب تورتنو في كندا.وهذا هو أول اجتماع بين الزعيمين منذ تولي كامرون رئاسة الوزراء في بريطانيا الشهر الماضي. واعتبر أوباما أن الفترة التي تشهدها أفغانستان الآن تتجه لأن تكون حرجة. وكان كاميرون أعرب الجمعة عن أمله في أن يعود الجنود البريطانيون في أفغانستان إلى بلادهم خلال خمس سنوات، دون أن يحدد جدولا زمنيا دقيقا.