تبني مجلس الأمن الدولي ليلة أمس الأول، بالإجماع قرارا " يسمح فيه لفترة أولية تمتد عاما" بنشر قوة دعم دولية في مالي تحث قيادة افريقية مهمتها مساعدة السلطات المالية لاستعادة مناطق شمال البلاد التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة إرهابية ومتطرفة. ويسمح مجلس الأمن لقوة التدخل الإفريقية باتخاذ "كل التدابير الضرورية" تماشيا مع القوانين الدولية من اجل استعادة السيطرة على شمال مالي، كما ستساعد هذه القوة، القوات الحكومية المالية "لاستعادة مناطق شمال مالي التي هي تحت سيطرة مجموعات مسلحة إرهابية ومتطرفة" وفق ما جاء في نص القرار الذي لم يحدد كيفية تمويل هذه القوة. ويجيز مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن بعد مشاورات ونقاشات "مستفيضة" مع الولاياتالمتحدة نشر قوة افريقية قوامها 3300 جندي شمال مالي "على مراحل وبدون جدول زمني محدد"، غير أن أطرافا مهمة مثل الولاياتالمتحدة والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والجزائر قد أعربوا عن تحفظاتهم على خطة إرسال قوات من غرب إفريقيا إلى مالي. من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، أمس إلى "ضرورة الحوار السياسي" في مالي قبل اللجوء "المحتمل" إلى مرحلة التدخل العسكري، مشيرا إلى تصاعد المخاوف الدولية بشأن الوضع في مالي. وقال بان كي مون خلال ندوة صحفية في نيويورك أن تعيين ديانغو سيسوكو رئيسا للوزراء في مالي بمثابة "فرصة لإعطاء دفع جديد للمسار السياسي" في البلاد، مضيفا انه "يجب إجراء حوار جدي ومفاوضات حتى وان كنا نحضر بعناية للخيار العسكري"، حيث سبق للامين العام الأممي أن أوضح أن مجلس الأمن الدولي "لن يوافق" على التدخل العسكري في مالي إلا في حال إجابة الدول الأفريقية على "الأسئلة الأساسية" الخاصة بالقوة التي يقترحون إرسالها. وشدد الموفد الخاص للامين العام للأمم المتحدة لمنطقة الساحل، رومانو برودى، خلال زيارته إلى النيجر أمس في إطار جولته إلى دول منطقة انه "من الضروري التحضير لإرسال قوة عسكرية افريقية إلى شمال مالي التي تحتلها جماعات مسلحة ومواصلة المفاوضات في آن" . أما موقف الجزائر من ملف شمال مالي كان قد أكده مؤخرا رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية أن الجزائر تؤيد "حلا سياسيا تفاوضيا بين الحكومة المالية والمتمردين الماليين الذين ينأون بأنفسهم بوضوح عن النشاطات الإرهابية والإجرامية"، وقال الرئيس انه من "الطبيعي" أن تلقى مالي دعما دوليا في مكافحتها للإرهاب بما انه يشكل تهديدا عالميا.