تعهد رئيس وزراء تونس، حمادي الجبالي، بتشكيل حكومة جديدة غير حزبية "بحلول منتصف الأسبوع المقبل"، حسبما أفادت وسائل إعلام تونسية. وأضاف الجبالي في لقاء مع الصحفيين أنه سيتنحى إذا فشلت جهوده وقال الجبالي خلال حديثه مع الصحفيين إنه "سيقترح الفريق الحكومي في موعد أقصاه وسط الأسبوع المقبل"، ونقلت وسائل الإعلام عنه قوله إن جميع الوزراء سيكونون "مستقلين بمن فيهم وزراء الداخلية والعدل والشؤون الخارجية"، وأضاف قائلا أنه "إذا حظيت الحكومة بالقبول، سأواصل الاضطلاع بواجباتي بصفتي رئيسا لها، وإلا سأطلب من رئيس الجمهورية البحث عن مرشح آخر لتشكيل حكومة جديدة" وكان الجبالي أعلن الأربعاء الماضي أنه سيقيل الحكومة الحالية "ويشكل حكومة من الكفاءات الوطنية بدون أي تكون لهم ارتباطات سياسية"، من جهة أخرى، تظاهر الآلاف من أنصار حركة النهضة في تونس دعما لشرعية المجلس التأسيسي، ورفض التدخل الفرنسي في الشؤون التونسية، ورفع المتظاهرون في العاصمة تونس رايات حركة النهضة الحاكمة ورايات أخرى ل حزب التحرير، ورددوا شعارات مؤيدة للنهضة ومطالبة بإقصاء فلول النظام السابق من الحياة السياسية، في إشارة إلى حركة "نداء تونس" التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق الباجي قايد السبسي، ورددوا هتافات "الشعب يريد حماية الشرعية" و"الشعب يريد النهضة من جديد" و"فرنسا ارحلي" و"وحدة وطنية ضد الهجمة الخارجية" وندد مناصرون لحركة النهضة في التظاهرة بالمبادرة التي قدمها رئيس الحكومة حمادي الجبالي في شأن تشكيل حكومة كفاءات غير حزبية، معتبرين أنها مبادرة ضد الشرعية الانتخابية وضد إرادة الشعب الذي أعطى مرشحي النهضة الغالبية في الانتخابات، وحمل المتظاهرون في العاصمة التونسية لافتات عليها شعارات منددة بالتدخل الأجنبي من قبل فرنسا في الشؤون الداخلية التونسية، وذلك على خلفية تصريحات وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس حول الوضع في تونس عقب اغتيال بلعيد، وتأتي هذه التظاهرة في وقت أكد فيه رئيس الحكومة حمادي الجبالي تمسكه بمقترحه تشكيل حكومة تكنووقراط وطنية رغم معارضة حزبه النهضة، في سياق ذات صلة، سحب الحزب العلماني الذي ينتمي إليه الرئيس التونسي المنصف المرزوقي وزراءه الثلاثة من الحكومة التي يقودها إسلاميون أمس، قائلا إن مطالبه بإجراء تغييرات في الحكومة لم تنفذ، ويمثل قرار حزب المؤتمر من أجل الجمهورية انتكاسة أخرى لحكومة رئيس الوزراء حمادي الجبالى التي مازالت تواجه تداعيات اغتيال الزعيم العلماني المعارض شكري بلعيد الأسبوع الماضي.