تعيش عائلة فاسي ببلدية بن سرور بولاية المسيلة في ظروف أقل ما يقال عنها انها أقرب للموت والضياع منها إلى الحد الأدنى من الحياة، فالظروف المزرية التي وقفنا عليها توحي وتؤكد للجميع أن العائلة تحت عتبة الفقر والحياة وقد هدد أفرادها بالانتحار جماعيا وحرق أنفسهم بالبنزين منذ أيام فقط تتقدمهم الأم عائشة التي يئست وسئمت من الحياة حسب قولها هي وأولادها والمعاقان نتيجة عيشها داخل مقبرة بن سرور على الرغم من وجود سكنات اجتماعية شاغرة بالدائرة والعائلة، تتبنى معاقان ذهنيا حيث يعيشان في شبه غرفة آيلة للانهيار في كل لحظة، حالة اجتماعية صارخة تقطن في مقبرة تقع في قلب مدينة بن سرور حيث جمعت كل مظاهر العوز والشفقة، وكرست ذلك التناقض الفاحش بين الإجحاف الإداري والواقع المعاش. كما أنها شهدت حقائق المجتمع وتمزق قيمة معاني المواطنة. فقد مرت سنوات وسنوات وهي تعاني الويلات والمعاناة وسدت في وجهها كل الأبواب إذ أنها ومنذ زمن بعيد وهي تعاني كل أنواع المعاناة والتعب المادي والنفسي، هذا وقامت بإيداع ملف الاستفادة من السكن الاجتماعي ولكن دون جدوى. وقد وقفنا على حال عائلة فاسي داخل المقبرة ووجدناها تعيش في غرفة شبه منزل مؤقتا كانت مخصصة للجثث والأموات لا تصلح للعيش والإقامة وغرفة لا تتسع حتى للجرذان حيث قام رئيس البلدية الحالي بترحيلهم إلى المقبرة ولم يتم التفكير بترحيلهم إلى مكان لائق ولم يتوقف عند هذا الحد بل أمرهم بالرحيل من المقبرة نهائيا والغريب في الأمر أنها اليوم تعيش مع أولادها الستة ومع معاقين ذهنيا والكل يعيش في غرفة لا ماء ولا كهرباء ولا حتى شئ ولاحتى دورة مياه حيث يعيشون مع الأموات في جزائر العزة والكرامة، وما زاد من تأثر العائلة هوأن كل المسؤولين المحليين وقفوا على الكارثة، لكن لم يحركوا ساكنا فهم يعيشون تحت رحمة لسعات العقارب والأفاعي ونحن نعيش فصل الحرارة، ناهيك عن، ثقوب بسقف الغرفة والحشرات تغزوالمكان، إضافة إلى الحالة الصحية المتدهورة التي يعاني منها أبنائها جراء المعانات التي يتلقاه قاطنوهذه الغرفة . ودون أي مزايدات، شبه المنزل هذا هوكوخ أوغار تأبى حتى الحيوانات السكن فيه، فهومرتع للعقارب وكل أنواع الحشرات والعائلة الآن تستغيث وتطالب وزير السكن والعمران ووزير التضامن بالتدخل واستفادتها من مسكن اجتماعي يحفظ لها كرامتها وهي تناشد عبر وسائل الإعلام المختلفة كل المعنيين بإيجاد حل عاجل وسريع حيث لاتزال هاته العائلة تعيش ظروفا قاسية وخطيرة في المقبرة .