رجح الدكتور إسماعيل دبش، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، أن تعمل الدول الإفريقية خلال أشغال القمة الثالثة إفريقيا أوروبا التي اختتمت أمس بمدينة طرابلس الليبية على فرض المنظور الإقليمي لإدارة الملفات الأمنية في المنطقة منها ملف الهجرة غير شرعية والإرهاب وكذا الملف الإقتصادي الذي ينطلق من منظور التنمية . وأوضح دبش، في حديث للقناة الاذاعية الأولى، أن الدول الإفريقية ستعمل خلال هذه القمة على ممارسة ضغوطات على الدول الأوروبية لتغير في طريقة تعاملها مؤكدا في ذات السياق أنه يجب على أوروبا أن ترفع من مستوى التعاون مع إفريقيا في مجال نقل التكنولوجيا وكذا نقل استثماراتها في البنية التحتية للاقتصاد الإفريقي والعربي. وأشار دبش إلى أنه من خلال توقيت ومكان انعقاد القمة هناك إستراتيجية أوروبية لإدارة علاقاتها سواء مع الدول الإفريقية والعربية، حيث تبقى من أولى اهتمامات أوروبا موضوع الإرهاب والهجرة غير الشرعية الناتجة حسبه عن طبيعة التعامل الأوروبي مع القضايا الإقتصادية منها التنمية في إفريقيا وكذا عدم تجسيد الاتفاقيات التي تمت بينها وبين الدول الإفريقية ولذلك تبقى مشاكل الفقر والتهميش الإجتماعي والبطالة ناتجة عن عدم وجود تعاون أوروبي جاد لتنمية القارة الإفريقية. وعن إمكانية استجابة الإتحاد الأوروبي لدعوة الجزائر من خلال خطاب الرئيس بوتفليقة الذي دعا إلى ضرورة وضع عقد جديد بين أوروبا وإفريقيا وتجديد أساليب ومجال التعاون من أجل التنمية، اعتبر دبش أن هذا الخطاب لا يعبر عن إرادة الجزائر فقط وإنما يعبر عن إرادة كل الدول الإفريقية والعربية. وأضاف المتحدث في هذا الصدد أنه هناك عدم رضا واضح من طرف دول الجنوب بما فيها الجزائر عن مستوى التعامل الأوروبي مع موضوع التنمية والاستثمارات، وذلك راجع لكون أن الدول الأوروبية تريد فقط تحقيق مصالحها السياسية التي هي بالدرجة الأولى الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتجاوز موضوع التنمية هذا ما جعلها تجد نفسها الآن أمام موقف غير مقبول من قبل الدول الإفريقية في مقارباتها في معالجة المشاكل الإفريقية الحقيقية.