أكد الخبير السياسى الأفغانى غلام جيلانى خواك، أن الولاياتالمتحدة توصلت إلى اتفاق سري مع حركة طالبان الأفغانية بشأن تخويل الحركة السيطرة على جنوبأفغانستان مقابل إقامة الولاياتالمتحدة قاعدة عسكرية دائمة في المنطقة. وأضاف خواك، وهومدير مركز الأبحاث الإستراتيجية في أفغانستان في مقابلة مع وكالة أنباء "فارس" الإيرانية من كابول، "إقامة قواعد عسكرية في أفغانستان بواسطة الولاياتالمتحدة لن يساعد على إشاعة السلام والأمن، لكنه سيضيف مزيدا من التوتر". وأشار إلى أن الزعماء العسكريين والسياسيين الأمريكيين أجروا مفاوضات فى الآونة الأخيرة بشكل سري مع طالبان مقابل الانسحاب الأمريكي بالقوات من الجنوب والسماح لطالبان بالسيطرة على المنطقة. وتابع خواك: "هذا المقترح يظهر أن الولاياتالمتحدة مستعدة لدفع أي ثمن مقابل الاحتفاظ بقاعدة عسكرية بشكل دائم في أفغانستان" حتى ولوكان ذلك على حساب الاعتراف بطالبان. ورأى أن الولاياتالمتحدة لن تكون راضية بوجود نهاية للحرب "لذلك وبعد عقد تقريبا من التدخل العسكري، ترغب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في تغيير طبيعة الحرب في أفغانستان من أجل زعزعة استقرار الإقليم". واستطرد خواك أنه بعد إقامة القاعدة العسكرية الدائمة في أفغانستان، ستوسع الولاياتالمتحدة الأزمة الحالية إلى الدول الأخرى، وسوف تدار الأمور بعد ذلك بواسطة هذه القاعدة. من جهته، أعلن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي ورئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الذي يزور كابول، تعزيز الجهود المشتركة تمهيدا لمفاوضات سلام محتملة مع طالبان الأفغانية.
وقال كرزاي خلال مؤتمر صحفي في ختام لقاء مع جيلاني: إن "باكستان رفعت لجنة السلام المشتركة التي كانت على مستوى وزراء الخارجية الى أعلى مستوى حكومي". وإضافة إلى جيلاني سيمثل كل من رئيس أركان الجيش ومدير استخبارات اسلام اباد في هذه اللجنة التي انشئت في نهاية جانفي، تمهيدا لمفاوضات سلام مع طالبان أفغانستان التي يقال إن لها قواعد خلفية في باكستان. وأوضح كرزاي، أن الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني الذي يترأس حاليا المجلس الأفغاني الأعلى للسلام المكلف إقناع طالبان أفغانستان ببدء المفاوضات، سينضم الى اللجنة. معلنا أنه سيزور قريبا باكستان. وتحسنت العلاقات بين أفغانستانوباكستان مؤخرا بعد سنوات من التوتر اتهمت خلالها كابول إسلام أباد بدعم المتمردين الافغان للدفاع عن مصالحها الاستراتيجية في المنطقة. وتحاول كابول منذ سنوات فتح حوار مع متمردي طالبان الذين يحاربون الحكومة الأفغانية وجنود الحلف الاطلسي ال130 ألفا الذين يدعمونها.