قال المخرج الفرنسي "إيفان روماف" إن المسرح الجزائري يتمتع بسحر خاص، يجعله يتميز عن المسرح الفرنسي وباقي المسارح في الغرب. وأضاف أن الممثل الجزائري لا يزال يحافظ على ميزات فقدها المسرح الغربي، مشيرا إلى قدرته على لعب الدور بإحساس قوي وصادق، في الوقت الذي أصبح فيه الممثل الفرنسي يأخذ الأمور باستهزاء. واعتبر المتحدث في تصريح ل"الأمة العربية" أن القوة التي يتمتع بها الممثل في الجزائر مستمدة من الشخصية والثقافة الجزائرية القوية، وكذلك مما تشرّبه من المسرح الكلاسيكي، وهو ما يفتقده المسرح الغربي الذي أصبح يميل إلى نوع المسرح الواقعي ما أدى -على حد قوله- إلى فقدان الممثل الغربي إلى قوة الحضور على الخشبة. كما أشار إيفان إلى الاختلاف الكبير بين المسرحين الجزائري والفرنسي، مشيرا إلى أن الثقافة الفرنسية في طريقها إلى الزوال من الجزائر التي يجدها المتحدث قد أخذت طريقا مختلفا منذ استقلالها، يميل على حد تعبيره إلى الثقافة العربية الإسلامية، وهو ما اعتبره في السياق ذاته نقطة مهمة من أجل بذل الجهود من كلا الطرفين لبعث طريقة جديدة للتوفيق بين النوعين، وهو ما يسعى إليه حاليا المخرج الفرنسي الذي قدم إلى الجزائر في ثاني زيارة له بعد زيارته الأولى في صيف العام الماضي على إثر إخراجه لمسرحية "موقف إجباري" باللغة الفرنسية، في إطار اتفاقية التبادل بين المسرح الجزائري ومسرح لانش بفرنسا. ويعمل إيفان روماف، المدير الفني لمسرح "لانش" حاليا، على إخراج عملين للمسرح الوطني بالجزائر، عمل بالفرنسية للمشاركة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف، ومسرحية باللغة الدّارجة في إطار ورشة تكوين مسرحي بتمنراست. كما انتهى المخرج مؤخرا من اختيار الممثلين الذين سيقدمون ثالث عمل له للمسرح الوطني والذي يندرج ضمن أنشطة برنامج تظاهرة المهرجان الثقافي الإفريقي المزمع تنظيمه في الجزائر في ال 5 من شهر جويلية المقبل، حيث سيشرع إيفان بتاريخ ال 10 من ماي في إخراج مسرحيته "الصحراء الأخيرة" باللغة العربية الفصحى، بعد أن اختار 10 ممثلين من عدة مناطق من الوطن. واعتبر المتحدث أو كما يفضل البعض مناداته ب "مولود" أن اللغة ليست عائقا أمام التواصل الفني الذي يجد -على حد قوله- قنوات وأشكال مختلفة تتجاوز عالم الكلمة، وقال إنه يدير الممثلين الجزائريين بنفس طريقة تعامله مع نظرائهم الفرنسيين، مستغلا اطلاعه الجيد على النصوص المسرحية التي يعمل على إخراجها، باللغة الفرنسية. ويتحدث نص مسرحية "الصحراء الأخيرة" المقتبسة عن حكاية جزائرية، عن رجل مسن يمضي وقته في التحدث إلى الحيوانات، حيث يطرح العمل مجموعة من الأسئلة الجدلية الآنية متعلقة بفكرة الإنسانية وطريقها إلى الزوال، في طرح فلسفي قال عنه المخرج إنه من شأنه أن يكون درسا في الحياة ودعوة إلى تعلم الحب. وسيروي الشيخ كل الأحداث التي مرت على الجزائر، من احتلال وعشرية سوداء، وكذلك أفكار التعصب التي غزت العالم والحروب والمجازر التي تعاني منها الإنسانية في العالم.