تستضيف الدوحة، في الخامس عشر من نوفمبر الجاري أول مؤتمر، قمة لمنتدى الدول المصدرة للغاز الطبيعي بهدف تنسيق الجهود بين المنتجين للنهوض بصناعة الغاز عالميا وإرساء التعاون بينهم من أجل ضمان توفير أمن إمدادات الغاز عالميا، إضافة إلى تبادل الخبرات وخاصة في مجال تطوير التكنولوجيا المتقدمة وتوسيع مجال استخدامها. وتكمن أهمية المنتدى كونه يعقد في وقت تواجه فيه صناعة الغاز العالمية العديد من التحديات على رأسها سعي الدول المنتجة لتبني آلية موحدة لاحتساب أسعار الغاز وسط مطالبتهم بمعاملة الغاز معاملة عادلة في الأسواق العالمية أسوة بأسعار النفط، خاصة في ظل الاستثمارات الضخمة التي تحتاجها البنية التحتية الضرورية لإنتاج الغاز، إضافة إلى كونه مصدر الطاقة والصديق للبيئة. وكان الوزراء المشاركون في الاجتماع الوزراي الثاني عشر لمنتدى الدول المصدرة للغاز الذي عقد بالقاهرة في جوان الماضي قد أكدوا على أهمية إبرام العقود طويلة الأجل للغاز وتحقيق الأسعار العادلة للغاز الطبيعي على أن تكون بمستويات تعكس أساسيات السوق وموائمة لأسعار البترول. ولعل من أبرز التحديات التي تواجه صناعة الغاز عالميا أيضا، التهديد الذي يواجه عقود تصدير الغاز الطبيعي على المدى الطويل بالنسبة للدول المنتجة كون المستهلكين لا يرغبون في الالتزام بهذه العقود على المدى الطويل، بحجة أن هذه العقود تحدد الأسعار ومستويات تصدير بينما توفر لهم السوق الفورية خيارات أوسع عن تلك المحددة في العقود على المدى الطويل وتشكل هذه القمة فرصة أيضا للدول المصدرة للغاز للتأكيد على وضع آليات وبرامج ناجعة لتعزيز تعاونها وتبادل المعلومات الفنية بينها والترويج لاستعمال الغاز الطبيعي في قطاعات جديدة مثل قطاع النقل وقطاع تحويل الغاز إلى سوائل. ومن المرتقب أن يشارك رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في أعمال المؤتمر بدعوة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.وكانت مصادر دبلوماسية قد اكدت في وقت سابق أن بوتفليقة سيبحث مع أمير قطر العلاقات الثنائية وسبل تطويرها وذلك قبل أسابيع قليلة من انعقاد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي يتوقع أن تتوج بالتوقيع على اتفاقات تعاون مهمة.