قدم السفير الباكستاني لدى الولاياتالمتحدة حسين حقاني استقالته، وذلك على خلفية نشر تقارير عن مذكرة سرية تشير إلى تورطه في عرض قدمه الرئيس آصف علي زرداري لواشنطن للحد من سلطة الجيش في باكستان، فيما قبلت رئاسة الحكومة الاستقالة. ونقلت قناة جيوالباكستانية عن الناطق الرئاسي فرحة الله بابار أن رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني طلب من حقاني الاستقالة من منصبه لضمان تحقيق شفاف بشأن المذكرة السرية. وأفادت وسائل إعلام باكستانية أن السفير الباكستاني قدم استقالته وقبلها جيلاني بعد أن أجاب الأول عن كل الأسئلة التي طرحت عليه من قبل القيادة العسكرية، خلال اجتماع عقد في المقر الرئاسي وبعدها انتقل إلى مقر رئاسة الحكومة. ونقلت مصادر عن حقاني قوله: "خدمت باكستان كسفير مدة 3 سنوات، وأطالب اليوم القيادة بقبول استقالتي بعد هذه القضية. وأنا جاهز لمواجهة أي تحقيق". وأضاف بأنه سيواصل لعب دوره ضد التعصب والتحيز في السياسة. وذكرت وسائل الإعلام الباكستانية أن الرئيس الباكستاني ورئيس الحكومة حضرا الاجتماع، إلى جانب رئيس أركان الجيش أشفق كياني، ورئيس المخابرات أحمد شوجا باشا. وكان حقاني قد اتهم بكتابة مذكرة يطلب فيها مساعدة الولاياتالمتحدة لتجنب قيام العسكريين بالاستيلاء على السلطة في أعقاب مقتل أسامة بن لادن في عملية نفذتها قوة خاصة أمريكية في شهر ماي الماضي. فيما نفى السفير وهوحليف مقرب من الرئيس الباكستاني أي دور له في كتابة المذكرة أو إرسالها، قائلا "إن تلك المزاعم روجها أحد أعضاء جماعات الضغط المقيمين في أمريكا".حيث أضاف هذا الخلاف مزيدا من التوتر في العلاقات السيئة بالفعل بين المدنيين وقادة العسكريين في باكستان. وكانت الحكومة الباكستانية قد استدعت حقاني إلى إسلام أباد هذا الأسبوع وعقب اجتماعه مع زعماء البلاد من المدنيين وقائد الجيش ومديري الاستخبارات قدم السفير استقالته وقبلت الحكومة استقالته . من جانبه قال متحدث باسم رئيس الوزراء إن الحكومة ستتيح فرصة كافية وعادلة لكل الأطراف لتقديم وجهات نظرهم في التحقيق الذي قال إنه سيكون عادلا وموضوعيا ودون تحيز. وكانت فضيحة المذكرة قد ظهرت أول الأمر في مقالة في صحيفة "فاينانشال تايمز" كتبها رجل الأعمال الأمريكي الباكستاني الأصل منصور إعجاز ونشرها في العاشر من أكتوبر هذا العام. وقال رجل الأعمال إعجاز في المقالة إن الرئيس الباكستاني زرداري عرض تغيير قادة الجيش من العسكريين وقطع جميع الصلات بالجماعات العسكرية في أعقاب مقتل أسامة بن لادن في شهر ماي الماضي. وقد اتخذ الموضوع منحى جديدا عندما عاد كاتب المقالة خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي وبرأ الرئيس الباكستاني زرداري من أي دور في القضية وحمّل السفير حقاني المسؤولية وحده في موضوع المذكرة.وقد أدت القضية إلى فتح وسائل الإعلام الباكستانية لمسألة دور العسكريين والولاياتالمتحدة في السياسة الباكستانية. ثم تعقدت القضية أكثر بانخراط لاعب الكريكت السابق والسياسي المعارض عمران خان فيها. حيث ذكر خان في كلمة له أمام تجمع كبير في لاهور في 30 من أكتوبر الماضي اسم السفير حقاني باعتباره أحد المشاركين في توجيه المذكرة. وكان السفير الباكستاني اقترح في 17 نوفمبر الجاري الاستقالة من منصبه بعد نشر تقارير عن مذكرة سرية تشير إلى تورطه في عرض قدمه الرئيس آصف علي زرداري إلى واشنطن، طالبها فيه بمساعدته على البقاء في السلطة لأنه خشي من وقوع انقلاب عسكري بعد الغارة الأمريكية التي أدت إلى مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان.