الجولة الثانية من الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم 2013 (المجموعة الرابعة) يتجدد الموعد اليوم مع الإثارة والسوسبانس بالنسبة للجماهير الرياضية الجزائرية، بمناسبة المباراة الثانية للمنتخب الوطني برسم الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم 2013 الجارية وقائعها بجنوب إفريقيا، وذلك أمام منتخب الطوغو، حيث ليس أمام الخضر سبيل آخر غير الفوز لاستعادة الأمل في التأهل إلى الدور ربع النهائي وأي نتيجة أخرى تعني العودة إلى الديار وجر أذيال الخيبة، وهو أسوأ سيناريو يتخيله الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش وكامل الجزائريين، خاصة وأن الهدف الذي تنقل من أجله الخضر إلى بلاد مانديلا هو التتويج باللقب القاري الذي غاب عن سجل الجزائر لمدة 23 سنة كاملة، وبالتالي فمهمة رفقاء القائد لحسن اليوم تبدوانتحارية وهم مطالبون ببذل كل ما يملكون قصد إحراز النقاط الثلاثة التي تبقيهم في السباق رغم أن الحسابات ستكون معقدة جدا في النهاية. حليلوزيتش يجدد معنويات لاعبيه بعد الخسارة أمام تونس وقد استطاع حليلوزيتش مساعدة لاعبيه على تجاوز الخسارة أمام تونس في المباراة الأولى، لا سيما بعدما لاحظ انها أثرت كثيرا على معنوياتهم، باعتبارها جاءت في الوقت القاتل، حيث ركز خلال الأيام التي تلت المواجهة على الجانب النفسي، مؤكدا بأن الهزيمة ليست نهاية العالم وينبغي أن تكون حافزا قويا لهم تحسبا لمباراة اليوم أمام الطوغو، وذكّرهم بأن تاريخ المنافسات الكروية عبر العالم لا تزال تحتفظ بأمثلة عديدة عن منتخبات ضيعت المباراة الألى، ولكنها تمكنت من الوصول إلى أبعد الأدوار، على غرار منتخب إسبانيا الذي خسر في أول خرجة له أمام نظيره السويسري في كأس العالم 2010، غير أنه بلغ النهائي وتوج باللقب. وأكثر من ذلك، فإن المنتخب الوطني انهزم أمام المالاوي في كأس إفريقيا للأمم 2010، وكان ذلك دافعا قويا له للفوز بالمواجهة الثانية والذي سمح له ببلوغ نصف النهائي، وكان ذلك بمثابة دعم معنوي لرفقاء فيغولي لتجديد قواهم وتدارك الأمور. "منتخب الطوغو ضعيف من حيث اللعب الجماعي.. ولكنه يملك بعض الفرديات الخطيرة" وتمكن مدرب الخضر من معاينة منتخب الطوغو من خلال تحليل بعض مبارياته، لاسيما مواجهته الأخيرة أمام كوت ديفوار، حيث نقل بعض المعلومات الهامة لأشباله، خاصة ما يتعلق منها بنقاط قوته وضعفه وكذا العناصر التي يمكن أن تشكّل خطرا على التشكيلة الوطنية. وفي تقييمه العام للمنافس، أكد حليلوزيتش بأنه في متناول فريقه وليس بذلك المنتخب الصلب، خاصة وأنه لا يزال ضعيفا من حيث اللعب الجماعي. كما أن خط دفاعه غير متماسك وبإمكان رفقاء سوداني اختراقه بسهولة لو تتوفر لديهم الفعالية والإرادة وحسن التركيز. كما حذر الناخب الوطني من خطورة بعض لاعبي الطوغو، حيث أبرز نقاط قوتهم ومصدر خطرهم. وبناءا على تلك المعطيات، فقد أعدّ خطة وتشكيلة مناسبتين للإيقاع برفقاء النجم اديبايور في شباكه. "لا خيار أمامنا سوى الفوز لتجنب الخروج المبكر من المنافسة" ومن جهة أخرى، وصف وحيد مدرب الخضر مهمة فريقه في مواجهة اليوم بأنها ليست سهلة وليست مستحيلة في نفس الوقت، لكنه لم يستبعد أن خطر الخروج المبكر من المنافسة لا يزال قائما وهذا لكون كرة القدم دوما تحمل الكثير من المفاجآت، إذ أن الهزيمة اليوم ستطيح بأحد الفريقين من سباق المنافسة على بطاقتي التأهل عن المجموعة الرابعة، وقال حليلوزيتش "لم يعد أمامنا خيارات كثيرة ويتعين علينا الفوز بالمقابلتين المتبقيتين من أجل التأهل إلى الدور الثاني، لكن المهمة لن تكون سهلة أمام تشكيلة الطوغو التي تتمتع بمستوى طيب بدليل الصعوبات الكثيرة التي خلقتها لمنتخب كوت ديفوار". "مضطر لإجراء بعض التغييرات على التشكيلة" ومن جهة أخرى، أكد حليلوزيتش أنه سيغامر في مباراة اليوم للحفاظ على فرص فريقه في اجتياز دور المجموعات، وقال في هذا الإطار "لم يعد أمامنا أي خيار آخر سوى الفوز في بالمباراة لذا سوف أحاول توظيف كل الأوراق لتحقيق ذلك وسأغامر لكسب النقاط الثلاث "، وأشار الى أنه قد يلجأ الى إجراء بعض التغييرات في التشكيلة الأساسية، وأوضح بأن بعض اللاعبين أمام تونس لم يقدموا ما كان منتظرا منهم وهوما قد يضطره الى الاستعانة ببعض الاحتياطيين، واعترف التقني البوسني بأن المنتخب الوطني يعاني من مشكلة تتعلق بقائمة اللاعبين، وقال في هذا الصدد "لست نادما على خياراتي التكتيكية التي طبقتها أمام تونس، ولكن في العموم أدرك أن المنتخب الوطني كان بحاجة للاعبين اثنين أوثلاثة مهمين". "فيغولي وبودبوز وسوداني جاهزون وقد أقحم حليش" أكد حليلوزيتش بأن سفيان فيغولي ورياض بودبوز، وكذلك هلال سوداني، يمكنهم المشاركة في لقاء الطوغو بعدما تلقى تطمينات من قبل الطاقم الطبي تؤكد بأن هذا الثلاثي قد تماثل للشفاء، حيث قال "تلقيت تقريرا مطمئنا من قبل الجهاز الطبي بخصوص هؤلاء اللاعبين وأعتقد أنهم جاهزون لمباراة الطوغو"، وأكدت بعض المصادر أيضا بأن المدافع رفيق حليش من الممكن جدا أن يتم إقحامه بعدما استعاد عافيته. هذا، ويذكر بأن فيغولي كان قد تعرّض لآلام في الحوض خلال مباراة تونس حين تعرض لضربة قوية من أحد مدافعي المنتخب التونسي وأكمل المباراة بصعوبة كبيرة. أما بودبوز، فأصيب بآلام في الفخذ خلال تدريبات يوم الأربعاء. مبولحي "نحن واعون بالمسؤولية التي تنتظرنا" ومن جهته، قال الحارس وهاب رايس مبولحي إن رفاقه عازمون على الضرب بقوة أمام الطوغو، لأنهم واعون بالمسؤولية الكبيرة التي تنتظرهم ويدركون جيدا بأن الفوز وحده الذي يبقي على حظوظ الخضر في التأهل، حيث قال "كل اللاعبين يسعون للفوز على الطوغو من أجل الحفاظ على فرص الجزائر في التأهل إلى الدور الثاني.. لا خيار أمامنا سوى الفوز أمام الطوغو لتحقيق انطلاقة جديدة، خاصة وأن هزيمة تونس أثرت علينا كثيرا". بوڤرة "لا تستسلموا وتذكّروا ما فعلناه في كأس إفريقيا 2010" حث المدافع الدولي للخضر مجيد بوڤرة رفاقه على عدم الاستسلام عقب الخسارة بهدف وحيد أمام المنتخب التونسي، داعيا إياهم إلى الحذو حذو منتخب 2010 حين رد على خسارته بالمباراة الأولى أمام مالاوي 0/3 ببلوغ المربع الذهبي. وقال بوڤرة، مدافع لخويا القطري والغائب عن بطولة إفريقيا للأمم: "رسالتي لزملائي في المنتخب هي عدم الاستسلام، هذه التشكيلة شابة ويمكنها الاستفادة من مثل هذا النوع من المباريات"، وأضاف "في 2010 بأنغولا انهزمنا بنتيجة (3-0) أمام مالاوي وتمكننا من العودة بقوة، وبالتالي يتعين على الخضر في هذه المرة عدم الاستسلام ومحاولة التدارك أمام الطوغووبعدها كل الأمور ستعود الى مجراها الطبيعي إن شاء الله". وعن الخسارة أمام تونس، اعتبر بوڤرة أن "الهزيمة كانت مرة" قبل أن يستطرد: "لقد تركت هذه المقابلة في نفسي مرارة كبيرة.. لقد عرفنا كيف نسيّر المقابلة على الصعيد الفني بالرغم من أننا لم نتمكن من خلق فرص كثيرة للتسجيل، لكن الأمر المفروغ منه أن الحظ لم يحالفنا في هذا اللقاء"، وأضاف "هذه المقابلة لعبت على تفاصيل صغيرة وعلى عمل فردي جسده اللاعب مساكني إلى هدف في الدقائق الأخيرة بفضل المهارات الكبيرة التي يتمتع بها في منطقة 30 مترا". يونس إفتسان: "على المدرب تغيير خطة اللعب اليوم" نصح المدرب السابق يونس افتسان الناخب الوطني بتغيير خطة اللعب في مقابلة اليوم ضد الطوغو، عكس الخطة التى لعب بها أمام تونس، إذ يرى افتسان أن اللعب بمهاجمين سليماني وسوداني منذ البداية وتدعيمهما بقادير قد يسمح لنا بالوصول إلى شباك الخصم. وحمّل افتسان الناخب الوطني مسؤولية التعثر ضد تونس كونه لم يقم بالتغييرات اللازمة في الوقت المناسب، عكس المدرب التونسي طربلسي الذي نجح في التغييرات التي قام بها من حيث الخطة وكذا اللاعبين. لونيسي: "الهجوم هو الحل لهزم الطوغو" يجب على منتخبنا اللعب بخطة هجومية بالاعتماد على ثلاثة مهاجمين منذ البداية، وغلق المنافذ على الأجنحة اليمنى واليسرى، لأن الطوغو يملك جناحين سرعين جدا، فحذار منهما.. على لاعبينا التركيز أكثر أمام المرمى، لأن التركيز كان ناقصا ضد تونس وإلا حققنا الفوز على الأقل بتسجيل هدفين، خاصة قادير الذي ضيّع هدفين. كمال شنافي: (مدرب سابق لاتحاد الحراش): "المهمة صعبة.." أظن أن مهمة منتخبنا الوطني اليوم ضد الطوغو ستكون صعبة للغاية، كون الخصم خسر هو الآخر في اللقاء الأول وهو يعرف بأن التعثر اليوم يعني الإقصاء مثلنا تماما. وعليه فالتنافس سيكون كبيرا. وحسب رأيي؛ المدرب الذي يعرف كيف يوجه لاعبيه تكتكيا هو الذي سيفوز وأنا متفائل بفوز الجزائر. سليماني "إذا أردنا التأهل علينا بالفوز اليوم" صراحة، لم نكن محظوظين ضد تونس الهزيمة كانت صعبة وقاسية، لأننا سيطرنا وفشلنا في التسجيل.. وأعتقد أننا لو نعيد المباراة أمام تونس 100 مرة لما تمكنوا من الفوز علينا، ولكان الفوز حليفنا، لذلك لن نفكر في الإقصاء المبكر الذي سيكون بمثابة خيبة أمل شديدة لنا بعد كل العمل الذي قمنا به، وعلينا أن نركز في مواجهة اليوم ضد الطوغو التي لابد أن نفوز بها إن أردنا التأهل، فالمباراة ستكون حاسمة لنا نحن الاثنين، هم خسروا أمام كوت ديفوار ونحن انهزمنا أمام تونس، ولذلك علينا أن نهزمهم. حليش "أنا جاهز للمشاركة" قال المدافع رفيق حليش إنه جاهز بدنيا وفنيا للمشاركة في اللقاء، لكن الكلمة الأخيرة ترجع للناخب الوطني الذي قال إنه سيدخل بعض التغييرات، ومهما يكن المهم من يدخل سيكون في المستوى وإن شاء الله سنحقق الفوز الأول لنا الذي يبقى على حظوظنا في التأهل إلى الدور الثاني.