مرة أخرى.. تركيا تنتصر للمسلمين موقف تركيا الأخير من الأعمال القمعية والوحشية التي يتعرّض لها سكان مقاطعة شنغيانغ، ذات الأقلية المسلمة، يذكّر العالم بموقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة وما أسفره من إبادة جماعية ضد المدنيين العزل، فضلا عن تدمير البنى التحتية للقطاع، حيث هزت حادثة مغادرة أردوغان قاعة المؤتمر "دافوس" الاقتصادي ومقاطعته له، العالم بأسره، وذلك احتجاجا على أكاذيب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز الذي برر العدوان الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين وقتلهم بدم بارد، بأنه دفاع عن أمن إسرائيل، فضلا عن منحه الوقت الكافي لتبرير العدوان، وهو الأمر الذي أثار غضب سليل العثمانيين وجعله يغادر القاعة وسط دهشة كبيرة للحضور، لا سيما بيريز والأمين العام لجامعة الدول العربية، هذا الأخير الذي لم يبد أي موقف شبيه بموقف أردوغان. اليوم، وبعد أشهر من العدوان الإسرائيلي على سكان غزة، ها هو السيناريو ذاته يتكرر مع تركيا، وذلك من خلال موقف أردوغان من الأحداث التي هزت سكان الأيغور ذات الأقلية المسلمة، حيث اعتبر رئيس الوزراء التركي أن الاضطرابات التي جرت في تركستان الشرقية تشكّل نوعا من الإبادة، معربا عن غضبه لإغلاق مساجد تركستان الشرقية الجمعة وحرمان مسلميه من الصلاة. ويتواصل موقف تركيا المنصف للأقليات المسلمة، إذ نظمت، أمس، مظاهرة حاشدة وضخمة باسطنبول كتلك التي نظمت أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وذلك من أجل مناصرة ودعم المسلمين الأويغور، شاركت فيها 250 مؤسسة من المجتمع المدني، إلى جانب منظمات أخرى، تنديدا على الصمت العربي والإسلامي حيال الجرائم التي تقترف في حق المسلمين بتركستان الشرقية، ودعوة العالم لاتخاذ موقف إيجابي حيال هذه المذبحة التي راح ضحيتها الآلاف من المسلمين على يد السلطات الصينية، هذه الأخيرة التي عمدت منذ عقود على تهجير أبنائها من الهان بدعوى نقص العمالة في مناطق أخرى، إلا أنها كانت تهدف في الحقيقة إلى تفريغ المقاطعة من الأغلبية الإيغورية المسلمة، خاصة وأن مقاطعة شنغيانغ غنية بالنفط والغاز الطبيعي ومتاخمة لباكستان وأفغانستان، إلى أن أضحت المشكلة أكثر تعقيدا على مر السنين، من خلال سيطرة قومية الهان على اقتصاد المقاطعة ومواردها النفطية، فيما انزوت قومية الإيغور ذات الأقلية المسلمة في أشد المناطق فقرا.