اختتمت، أول أمس، بالأوراسي فعاليات الندوة الدولية حول "تحديث العربية ومستقبلها في سوق لغات العالم، بين الراهن والمطلوب"، وهذا بعد يومين من النقاش، بحضور رؤساء جامعات وعمداء كليات وأساتذة جامعيون، إضافة إلى مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية ورئيس مجمع اللغة العربية وعدد من الجامعين والباحثين من أقطار عربية مختلفة. ولقد قدم الباحثون والخبراء من الجزائر، والأقطار العربية ثلاثين بحثا توزعت على ثمان جلسات وورشات علمية تناولت محورين أساسيين وهما تحديث العربية وإسهامها في المجالين العلمي والتكنولوجي، وكذا مستقبل العربية في سوق لغات العالم. وتمخّضت عن هذه الندوة جملة من المقترحات قدمها المشاركون، أبرزها دعوة الدول العربية والمنظمات والهيئات وفي مقدمتها جامعة الدول العربية إلى إعلان سنة 2010 سنة عربية للتعريب، أيضا ضرورة اتخاذ الدول العربية قرارا ملزما باستخدام اللغة العربية في كل المجالات والمراحل التعليمية، من خلال وضع مخطط مرحلي يساعد في تحقيق الهدف في فترة انتقالية لا تتعدى عشر سنوات. إلى جانب ذلك، دعوا الجامعات ومراكز البحوث إلى المزيد من العناية باللسانيات الحاسوبية، والاهتمام بوضع المصطلحات والمعاجم المختصة والعامة، وهذا عبر بعث جهاز عربي لبحوث تعليم اللغة العربية وتطويرها بين الأقطار العربية في مجال تدريس اللغة العربية. إضافة إلى ما تقدم، دعا المشاركون إلى المزيد من الاهتمام بالترجمة العلمية والتكنولوجية بما يسد حاجات الجامعات وقطاعات الإنتاج من الكتب المرجعية والتعليمية اللازمة. كما اقترح المشاركون ضرورة فرض اللغة العربية في المدارس الخاصة بحصص ومقررات كافية لإكساب المتعلمين مهارات اللغة العربية ولتأمين تعلّقهم بها، مع التشجيع على إنشاء جمعيات أهلية للعناية باللغة العربية وتحبيبها إلى المواطنين والناشئة. في الأخير دعا المشاركون الجهات الوطنية والإقليمية المعنية وفي مقدمتها الجامعات والمنظمة العربية والإسلامية للتربية والعلوم إلى زيادة الاهتمام بنشر اللغة العربية للناطقين بغيرها من المسلمين والأجانب.