استقبل الباكستانيون العام الجديد، بغارة جديدة لطائرة أمريكية بدون طيار أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص من المدنيين، وهي واحدة في سلسلة الهجمات التي تشنها هذه النوعية من الطائرات، حيث كان المدنيون الضحية الرئيسية لها؛ تحت ذريعة محاربة ما تسميه ب "الإرهاب"، إذ سقط 708 على الأقل من المدنيين ضحية في سلسلة هجمات وقعت خلال 2009، بحسب مسؤولين ومحللين باكستانيين. وأكد مسؤول بارز في وزارة الداخلية الباكستانية، أن المدنيين دفعوا ثمنا باهظا لسلسلة الهجمات التي قامت بها طائرات أمريكية بدون طيار، مضيفا أن هذه العملية أسفرت عن مقتل خمسة قيادات فقط في قيادات طالبان، من بينهم زعيم حركة طالبان باكستان بيت الله محسود، فيما فقد أكثر من 708 من المدنيين، حياتهم فيها، مضيفا أن معظم الضحايا كانوا من النساء والأطفال، والذين فقدوا حياتهم في هذه الهحمات الأمريكية. وتعتبر باكستان حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في الحرب التي تشنها على حركة طالبان، في الوقت الذي تواجه فيه قوات الناتو والولاياتالمتحدة تصعيدا في الهجمات التي تستهدفها أفغانستان المجاورة لمحاربة طالبان التي ألحقت خسائر كبيرة في صفوف الحلف، ما أدى بالولاياتالمتحدة إلى تغيير إستراتيجيتها في أفغانستان، حيث قتل العديد من الجنود الأمريكيين على أيدي الحركة، كان آخرها مقتل 7 أمريكيين يعملون لحساب وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي.آي.إيه" في قاعدة عسكرية في ولاية خوست جنوب شرق أفغانستان، في هجمات عنيفة نفذتها طالبان. وتمارس الولاياتالمتحدة، ضغوطا متزايدة على حكومة الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري؛ لبذل المزيد من الجهد لاقتلاع مقاتلي طالبان من جذورها، خاصة بعدما قويت شوكتها في المنطقة وحظيت بدعم وتأييد كبيرين من طرف المدنيين الرافضين للتدخل الأمريكي في باكستان، لا سيما بعدما تسببت هجمات طائرات أمريكية بدون طيار ضد المسلحين في إيجاد مشاعر مناهضة لواشنطن في باكستان، كما أثارت توترات سياسية بسبب سقوط قتلى بين المدنيين. وقد كشفت لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الأمريكي، العام الماضي، أن هذه الهجمات التي تستهدف المدنيين الباكستانيين، تنفذ بموافقة ومباركة الحكومة الباكستانية، والتي تتجنب الاعتراف بذلك علنا، لتجنب غضب الرأي العام في البلاد. وكانت هجمات الطائرات بدون طيار، ضد المدنيين الباكستانيين، سببا في تغذية المشاعر المعادية لأمريكا، الأمر الذي أدى بالباكستانيين إلى دعم حركة طالبان، خاصة وأن هذه الحركة تستهدف في عملياتها قوات الحلف والحكومة الباكستانية حليفة أمريكا.