ناشدت العديد من العائلات المتاخمة لبلدية سيدي امحمد بن علي مركز وعلى بعد 2 كلم بالضبط السلطات المحلية بغليزان التدخل وإنقاذهم من العزلة المشددة على هذه الأسر منذ 30 سنة جراء الممر الترابي الوحيد المؤدي إلى البلدية وبالتحديد مدخل حي الداص وأصبح المسلك الوحيد الذي يستعمله أصحاب الجرارات للدخول إلى الأراضي الفلاحية بغرض الفلح والزرع، مما أدى إلى تولد العديد من الحفر والتلال الترابية والتي تتحول مع كل غيث إلى أوحال ومستنقعات مائية متعفنة يصعب إستعمالها من طرف الأشخاص والمركبات حتى في الظروف القاهرة، وهو الوضع الذي أرق الأهالي. ومن جهة أخرى لا يزال انعدام المياه الصالحة للشرب من أهم عناوين المعاناة المسلطة على هذه العائلات بعدما أصبحت تعتمد على طرق تقليدية لجلب هذه المادة الحيوية وبشق الأنفس، ناهيك عن الاستنجاد بالصهاريج المائية باستمرار التي يقتنونها ب 500 دج، في حين تتعقد الأوضاع في فصل الشتاء، حيث يستحيل ولوج هذه الصهاريج بسبب الطرقات الموحلة، مما يضطرهم إلى تخزين مياه الأمطار وجمعها لتستعمل في الطهي والغسل وكذا لإرواء الحيوانات التي يربونها، علما أن أنابيب المياه لا تبعد عن مقر سكناهم إلا ببضعة أمتار فقط. وبالمقابل تفتقد بيوت هذه العائلات للطاقة الكهربائية ولجوء العائلات جميعها إلى استعمال الشموع والقناديل ليلا وآخرين على المولدات الكهربائية، الحال الذي انعكس بالسلب على الحياة اليومية لهذه الأسر خاصة منهم أبناءهم المتمدرسين أين قل مردوهم الدراسي بعدما أصبحوا يواجهون معاناة حقيقية في تحضير الدروس وحل التمارين. وفي ظل هذه الحزمة من المشاكل حاول ثلّة من أرباب العائلات اقتناء هذه الطاقة الحيوية عبر كوابل كهربائية انطلاقا من عند أحد المقاولين على بعد كيلومترين، إلا أن توتر الخط المهربائيي كان منخفضا جدا مما حال دون إضاءة بيوتهم لإدخال الفرحة على أبنائهم، لتبقى آمال وتطلعات هذه العائلات المنسية موجهة صوب المسؤولين المحلييّن لدحض المآسي التي أنهكت أجساد وعقول أفراد هذه العائلات.