لم تعد مؤشرات داء السكري تبشر بالخير، على اعتبار أن ما يعرف بالوباء الصامت عرّض صحة 70 بالمائة من المصابين إلى الخطر، حيث فقد 25 شخصا بصره، بعد تعرض الشعيرات الدموية لشبكية العين إلى اختلالات، وقد أصيب 45 شخص بمرض القصور الكلوي، بسبب الإصابة بداء السكري، نتيجة انسداد شرايين الكلى، ونظرا لحجم خطورة الإصابات بالداء فإن مصلحة العظام بالمستشفى الجامعي بوهران لجأت إلى بتر الأطراف العلوية والسفلية ل79مصاب. هذه الحصيلة المقدمة من قبل أخصائيين في أمراض السكري بالمستشفى الجامعي بوهران، بينت المنحى الخطير الذي بات يشكله هذا الداء، حيث أصيب منذ مطلع السنة وإلى حد كتابة هذه الأسطر 300 شخص بالسكري، وحذر الأخصائيون بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري المصادف ل14نوفمبر، من المضاعفات الناتجة عن المرض، وهو وباء أجمع على الاصطلاح عليه بأنه وباء صامت، لأن المصاب به لا يشعر إطلاقا بأعراضه، وأظهرت التشخيصات التي قامت بها الفرق المتخصصة في المرض طيلة الأشهر الماضية، أنه من أصل 300 مصاب لم يكن 119 منهم يعلمون بالإصابة، حيث لم يشعروا بأعراض المرض، وتبين بعد الكشوفات المبكرة التي قاموا بها أنهم يحملون المرض، وأنه في مراحل متقدمة، وانتقل إليهم المرض لعوامل عدة بينها سوء التغذية، وعدم إتباع نظام غذائي متوازن، حيث يعتمد الشخص إما على الإفراط في الدهون، أو السكريات، إضافة إلى حالات القلق والانفعال وعدم ممارسة الرياضة، والسمنة المفرطة، لذا ينصح الأخصائيون بضرورة المشي كذلك على الأقل مدة ساعة في اليوم، وأوضحت مراجع طبية متطابقة بالمستشفى الجامعي لوهران، أن مشاكل نقص أدوية العلاج بالصيدليات خصوصا الأنسولين، أزّم وضعية العلاج أكثر، ولم يجد ذلك نفعا بالنسبة للمصاب الذي كان يزور المستشفى بعد ارتفاع الضغط السكري لديه، إذ أن عدم انضباطه في تعاطي الأدوية الموصوفة إليه من قبل الطبيب، كان وراء فشل العلاج المقدم للمريض داخل المستشفى، لترتفع بذلك حصيلة المصابين ممن تعرضوا إلى مضاعفات، حيث فقد 25 شخصا بصره، بفعل تعرض شبكية العين إلى اختلالات، ناهيك أيضا عن انسداد شرايين القلب، الذي يؤدي لارتفاع ضغط الدم في الشرايين، مما يعرّض المريض إلى الإصابة بالسكري، وشكل السكري إحدى العوامل في رفع عدد المصابين بالقصور الكلوي، إذ تعرض للمرض 40 شخصا من المصابين بالوباء الصامت.وتشير التقارير الاستشفائية، أن الإصابة بالداء طالت حتى الأطفال، وتتراوح أعمار الإصابات من ست إلى 70سنة.وفي الوقت الذي تسجل فيه 80 بالمائة من الصيدليات عجزا في توفير الأدوية للمصاب بالداء السكري، فإن الوباء الصامت أصبح يهدد 7000 شخص على المستوى الوطني بالوفاة، فيما أحصي حسب الجمعيات الناشطة في الميدان إصابة ثلاثة ملايين جزائري بالمرض.