انفجرت مجددا أمس، الأوضاع بالمنطقة الصناعية بأرزيو، حيث قام شباب المنطقة ومنذ الساعات الأولى، بغلق الطريق المؤدي إليها، وحرق العجلات المطاطية، وهذا على مستوى المنطقة المسماة ب"ب2" المحاذية للمنطقة الصناعية، احتجاجا على عدم توظيفهم في المجمعات الصناعية التي تم فتحها مؤخرا. تتواصل سلسلة الاحتجاجات عبر البلديات الشرقية بولاية وهران، فما يكاد يمر يوم إلا ويحتج فيه الشباب البطال، خاصة في البلديات التي تتواجد فيها مجمعات وشركات صناعية، فبعد سلسلة الاحتجاجات التي شهدتها دائرة بطيوة في اليومين الماضيين، انتقلت عدوى الاحتجاج لتمس هذه المرة، منطقة أرزيو، حيث تجمع العشرات من الشباب البطال على مستوى منطقة "ب2"، أين قاموا بأعمال شغب وقطع للطريق المؤدي إلى المنطقة الصناعية، إلى جانب حرق عدد من العجلات المطاطية، احتجاجا على ما أسموه بالتجاوزات التي أصبحت تحدث داخل هذه المناطق، متهمين السلطات المحلية بانتهاج سياسة ربح الوقت من خلال الوعود الكثيرة التي تقدمها لهم، والتي حسبهم لم توف بها، خاصة تلك الوعود التي كانت قد قدمتها السلطات المحلية مؤخرا لشباب المنطقة، من خلال القضاء على ظاهرة اللجوء إلى اليد العاملة من خارج المنطقة، وإعطائهم الأولوية في التوظيف. وبالرغم من الوعود التي قدمها والي الولاية، أول أمس، للشباب البطال بتطهير المنطقة من ظاهرة اللجوء إلى اليد العاملة، غير المحلية، والسماح لشباب المنطقة بالظفر بمناصب عمل دائمة، إلا أن المحتجين أكدوا بأنهم لم يعودوا يثقون في الوعود التي تقدمها السلطات المحلية وفي كل مرة، كونها لم تأت بأي جديد لشباب المنطقة، مؤكدين على مواصلة احتجاجهم للضغط على الشركات ومعها السلطات المحلية للنظر في التجاوزات التي تحدث في توظيف اليد العاملة. وطالب البطالون بإيفاد لجان تحقيق وزارية ميدانية لمحاسبة المسؤولين، باختلاف مستوياتهم، المتورّطين، حسبهم، في هذا الوضع المتعفّن. هذا وككل مرة ينظم فيها الشباب البطال وقفة احتجاجية، إلا وتشهد المنطقة تعزيزات أمنية مشددة، وهذا ما حدث أمس، حيث تم وُضع سياج أمني على المنطقة الصناعية، وهذا تخوفا من حدوث أية انزلاقات من طرف الشباب الغاضب. وتبقى المناطق الصناعية، تشهد غليانا شبانيا من طرف البطالين، الذين يصرون على توظيفهم، غير أن الجهات المعنية تبقى تتفرج على ما يحدث، مكتفية وفي كل مرة بتقديم الوعود للشباب، وهي وعود يراها هؤلاء بأنها كاذبة، وتهدف إلى إخماد هذه الاحتجاجات لا غير، في الوقت الذي يؤكد فيه الشباب استفادة شباب ومن خارج هذه المناطق بمناصب عمل.