سعدان يتفوق على المعلم شحاتة أجمع جل الملاحظين والتقنيين الذين تابعوا مباراة الجزائر مع مصر لحساب التصفيات المشتركة لكأسي العالم وإفريقيا 2010، أن تفوق "الخضر" على تشكيلة "الفراعنة" كان تكتيكيا قبل كل شيء، بمعنى تفوق مدرب المنتخب الجزائري رابح سعدان على نظيره المصريحسن شحاتة. وكانت المباراة بين المنتخبين قد بدأت قبل أوانها بأسابيع، حتى لا نقول بشهور، وذلك من خلال طريقة تحضير كل فريق لهذا الموعد الهام، ففي الوقت الذي فضل فيه شحاتة وجهازه الفني الاستعداد للمباراة بإقامة معسكر قصير بسلطنة عمان، تخلله لقاء ودي مع منتخب هذا البلد انتهى بفوز مصر (1-0)، قرر سعدان عزل لاعبيه بتربص لمدة أسبوعين بمدينة تولون الفرنسية، خصصه للاسترخاء والمراقبة الطبية للاعبين واسترجاع الأنفاس بعد موسم شاق ضمن مختلف الأندية الأوروبية التي تنشط بها معظم عناصر المنتخب الجزائري، وذلك قبل أن يعود سعدان ولاعبوه الى الجزائر يومين فقط قبل المواجهة شبه المصيرية، وينعزل الجميع بمركب رياضي عسكري بعيدا عن ضغط الجماهير... وعند انطلاق المباراة انتهج سعدان خطة تكتيكية مغايرة تماما لتلك التي سبق له الاعتماد عليها منذ عودته الى رئاسة العارضة الفنية للمنتخب الجزائري في نهاية عام 2007، بحيث فضل الشيخ سعدان هذه المرة اللعب بطريقة 3-5-2 بدل 4-4-2، التي ضحى من خلالها بالظهير الأيمن المخضرم سليمان رحو، الذي تم تعويضه في خط الدفاع بالشاب رفيق حليش، ليكون بذلك الخط الخلفي للفريق الجزائري مشكلا من الثلاثي مجيد بوقرة وعنتر يحي وحليش، مع تكليف بوقرة بحراسة لصيقة لأخطر مهاجم في المنتخب المصري، عمرو زكي، كما اعتمد سعدان على تعزيز خط وسط الميدان بخمسة لاعبين بتقديم الظهير الأيسر، نذير بلحاج، إلى الوسط لمساندة لاعبي وسط الميدان الحقيقيين، وهم كل من لموشية ومنصوري في الاسترجاع، وزياني لقيادة العمليات الهجومية مع التركيز على الجهة اليمني رفقة زميله متمور، أما في خط الهجوم فقد فضل المدرب الجزائري إقحام الثاني عبد القادر غزال ورفيق جبور، اللذين لم يسبق لهما اللعب مع بعضهما البعض قبل مباراة مصر، إلا في 30 دقيقة من لقاء رواندا (0-0) في شهر مارس الماضي. وطريقة 3-5-2 هي نفسها التي اعتمد عليها المعلم شحاتة في مباراة أول أمس الأحد، مما جعل اللعب يتركز بوسط الميدان طيلة مختلف أطوار الشوط الأول، مع تسجيل بعض المحولات الهجومية من الجانبين، لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب خلال المرحلة الثانية من المواجهة، وكما هو معروف " فإن الشوط الأول هو للاعبين، والشوط الثاني للمدرب" وعليه، فقد غير سعدان من أسلوب لعب الفريق الوطني في المرحلة الثانية، وعاد الى طريقته المفضلة والكلاسيكية 4-4-2 وذلك بتحويل المدافع عنتر يحيى الى الجهة اليمنى، وإعادة بلحاج الى منصب مدافع أيسر إضافة إلى المشاركة في العمليات الهجومية من نفس الممر، ليبقى إذن أربعة لاعبين فقط في وسط الميدان، مع منح حرية اكبر لزياني للتنقل بين الجهتين اليمنى واليسرى، مما أحدث مساحات واسعة بالميدان، رغم مواصلة شحاتة اللعب بنفس الخطة التكتيكية التي بدأ بها المواجهة أي 5-3-2، فكانت النتيجة واضحة.. وهي فوز الجزائر بثلاثية نظيفة رد عليها أبو تريكة في اللحظات الأخيرة من المباراة التي يكون فيها إذن "الشيخ سعدان" قد تفوق على المعلم "شحاتة".. وعلق عليها سعدان بكل تواضع خلال الندوة الصحفية بقوله" يبقى شحاتة مدربا كبيرا وأتمني له التوفيق في كأس القارات".