ذكرت مصادر مطلعة على الشأن الأمني، أن البيان الأخير الذي أصدرته قيادة تنظيم القاعدة ممثلة في الذراع الأيمن لأسامة بن لادن أيمن الظواهري والذي بثه موقع "جهادي" على شبكة الانترنيت وذكر فيه ضرورة القصاص وإهدار دم ثلاثة من أبرز قيادات القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، على رأسهم أمير المقاطعة السادسة لناحية الشمال القسنطيني وتحديدا عنابة، سكيكدة والقل، الإرهابي المدعو يوسف العنابي، على خلفية لجوئه إلى انتهاج أعمال مخالفة لتعليمات قيادات القاعدة * وأكدت مصادرنا أن قيادات القاعدة ممثلة في أيمن الظواهري فضلت التستر على أمور خطيرة كان الأمير المغضوب عليه محل شبهات ويتعلق الأمر بما اعتبرته مصادرنا "تجاوزات" كانت تحدث أثناء إمارته للناحية السادسة والسابعة على طول الجهة الشرقية لولاية عنابة إلى غاية الطارف وسوق أهراس، حيث كان يوسف العنابي يشرف على إمارتها، قبل أن يتم عزله سنة 2002 لأسباب قالت مصادرنا إنها كانت "انضباطية"، إلى جانب شكوك ظلت تراود قيادات القاعدة، سيما فيما يتعلق بتحركاته ونشاطه الذي انكشف لدى أجهزة الأمن وحتى قواعده اللوجيستكية التي حاول تشكيلها أثناء قيادته للمقاطعة السادسة. وذكرت مصادرنا أمثلة على ذلك من خلال ثلاثة محطات رئيسية تمثلت في فشل العديد من العمليات المنظمة، خاصة تلك التي حدثت في عنابة مسقط رأس "الأمير المطلوب حيا أو ميتا"، حيث تم إلقاء القبض على كل قياداته التي كان يرسلها إلى القائمين على تسيير دواليب شبكات الدعم والإسناد، بدايتها كانت بإلقاء القبض على أمير كتيبة عنابة المسمى رافع الذي كان يعاني من متاعب صحية وحاول العلاج بأحد المستشفيات الخاصة بعنابة بهوية مزورة سنة 2002 واتصل حينها بوسيط قدمه له أمير المقاطعة يوسف العنابي على أنه يشرف على المراقبة في شكل ما يعرف بخلية نائمة هناك، قبل أن يسقط بين أيدي عناصر الأمن رفقة الأمير المصاب داخل العيادة وهو ما اعتبر بمثابة مكيدة مدبرة الهدف منها تصفية كل معارضيه. وتعد قضية توقيف الضابط الشرعي للجماعة المسمى أبو الهيثم وهو ضابط شرعي في المقاطعة السادسة خلال قيادة يوسف العنابي من بين أهم الأسباب، حيث أنه مباشرة بعدما اتصل أبو الهيثم بأحد أفراد رجال الدعم والإسناد بيوسف العنابي قصد تنفيذ مهمته بعنابة تم توقيفه من قبل أجهزة الأمن على إثر معلومات قدمها رجل الإسناد الذي يثق فيه الأمير يوسف العنابي كما تم في نفس الوقت القضاء على مسلح جديد كان قد انضم إلى صفوف الجماعة تحت إمارة أبو الهيثم بكركرة غرب سكيكدة عند عودته من عنابة. وإلى جانب ذلك تعد الصراعات التي كانت تدور داخل الشبكة العنكبوتية للاتصالات التي كان يقوم بها الأمير يوسف العنابي عقب تسلمه إمارة المقاطعة السادسة والتي انكشفت لدى عناصر الأمن، بالإضافة إلى توقيف أبرز قياداته منهم أسامة أمير كتيبة عنابة الجديد داخل مقر سكناه الكائن بمدينة عنابة، عقب زيارته لعائلته. كما تم القضاء على أمرائه بغرب سكيكدة وكانت البداية بأبو معاذ الذي تم القضاء عليه في كمين نصبه رجال الأمن بمنطقة عين قشرة لما كان بصدد الاستعداد لإبرام صفقة مع أحد بارونات تجار الفلين وهذا عقب معلومات سربت من داخل إمارة المقاطعة السادسة قبل أن تمتد التصفية إلى غاية الأمير أبو يعقوب (ب. ص) الذي قضت عليه القوات المشتركة ناحية دوار بني زيد وتوالت التصفيات إلى غاية القضاء على الأميرين أبو إبراهيم المدعو لقراط والأوزعي المسمى (مخلوف بورقبة) ناحية كركرة. * والمتمعن في قائمة الأمراء والقيادات المقضي عليها بغرب سكيكدة، حيث يوجد معقل الإمارة ناحية أعالي الزيتونة، يلاحظ أن هذه القائمة كلها من المعارضين للدخول في إمارة يوسف العنابي الذي فضل الاعتماد على توريط قواعده في الدعم والإسناد للكشف عن تحركات هؤلاء الأمراء الذين دخلوا في صراعات معه حول القيادة وانفراده بالقرارات، إلى جانب أمور يقال إنها شرعية تتعلق بشؤون الجماعة والأعيان. وقد علمنا أن قيادات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تكون قد طلبت في وقت سابق من الأمير يوسف العنابي فتح النقاش وإعداد تقرير حول جميع التهم المنسوبة إليه، خاصة وأن إرضاء قيادات القاعدة المتمثلة في شخص أيمن الظاهري باتت غاية يصبو إليها الأمير الوطني درودكال الذي لا يحظى هو الآخر بثقة أيمن الظواهري، وهو ما يفسر كل تلك الأحداث التي جعلت التنظيم برمته يغرق في دوامة من الصراعات تؤكد هشاشته ومحدودية أيامه. * بن سيد عاشور *