أكدت الدكتورة صليحة محديد مختصة في علم النفس، أن كثرة الدلال فعل يغرس الأنانية في نفس الطفل، واعتبرت السبب الرئيسي وراء إفساد الأطفال هو كثرة تدليلهم. إن تساهل الوالدين وعدم تحكمهم في الطفل واستسلامهم لبكائهم وغضبهم، وعدم تمييزهم بين احتياجات الطفل الفعلية، وبين أهوائه كطلبه للعب، فهم يخافون جرح مشاعر الطفل ويخشون بكاءه، ومن ثم يلجؤون إلى أسرع الحلول وأقربها، ويفعلون أي شيء لمنع الطفل من البكاء ولا يدركون أن ذلك قد يتسبب في بكاء الطفل بصورة أكثر على المدى البعيد. ويتميز سلوك الطفل المدلل بالفوضى والتلاعب، مما يجعله مزعجاً للآخرين، وببلوغه سن الخامسة من العمر نجد أنه لا يتبع قواعد التهذيب ولا يستجيب لأي من التوجيهات كما أنه يحتج على كل شيء، ويصر على تنفيذ رأيه ولا يعرف التفريق بين احتياجاته ورغباته، كما أنه يطلب من الآخرين أشياء كثيرة أو غير معقولة ولا يحترم حقوق الآخرين ويحاول فرض رأيه عليهم. زد على ذلك أن قليل الصبر والتحمل عند التعرض للضغوط ويصاب بنوبات البكاء أو الغضب بصورة متكررة. وترى الدكتورة أن الطفل المدلل، يواجه مشاكل كثيرة وصعوبات جمة إذا بلغ السن الدراسي دون أن يتغير أسلوب تربيته، ناهيك بأن الإفراط في تدليل الطفل يجعله غير قادر على مواجهة الحياة في عالم الواقع، ولتجنب هذا الإشكال لا بد من وضع قواعد تهذيب السلوك الخاصة بطفلهم، وتهذيب الطفل يبدأ عند بلوغه السن التي يحبو فيها، ففي بعض الأحيان قد يكون مفيداً للطفل إذا رفضنا طلبه بكلمة ''لا'' والتمييز بين احتياجات الطفل ورغباته.