تمكنت مصالح الدرك الوطني ببومرداس، من توقيف خاطفين آخرين من جماعة الأشرار التي خططت لإختطاف الطفلة ''ب.نسرين''، بزموري البحري، والتي أطلق سراحها مقابل فدية قدرها 200 مليون سنتيم. وتكون العصابة التي خططت لتنفيذ عملية إختطاف نسرين، ذات الخمسة سنوات، ابنة أحد المقاولين المشهورين ببلدية زموري البحر، قد عمدت إلى انتظار خروجها من الدوام التحضيري، وقامت باحتجازها باحدى الفيلات التي لاتبعد عن منزلها إلا بحوالي 500م، ثم طالبت والدها بدفع فدية قدرها 5ملايير سنتيم،مقابل إطلاق سراح إبنته، ليتوقف المبلغ بعد المفاوضات عند 200 مليون سنتيم، إلا أن الكمين المحكم الذي نصبته مصالح الدرك الوطني، لعناصر العصابة إنتهى بتوقيف صاحب الفيلا في بادئ الأمر ،التي احتجزت بداخلها نسرين، ثم توقيف عنصرين آخرين مساء الجمعة الفارط، وقد تنقلت ''النهار'' إلى منزل الضحية لتنقل تفاصيل اختطافها، منذ الثلاثاء الفارط نسرين تروي تفاصيل إختطافها وإطلاق سراحها تنقلت ''النهار'' إلى منزل ''نسرين'' الذي هو عبارة عن فيلا فاخرة بحي الفيلات المجاورة، فيما بينها والمطلة بطرازها الراقي على زرقة شواطئ بلدية زموري البحرية، إستقبلتنا العائلة التي اجتمع شملها بداية من قدوم أهل جدتها من ولاية ميلة، وجدتها من والدها من بني عمران، الذين اتلفوا حول طاولة الحلويات التقليدية والمشروبات، فرحة بعودة أكبر البنات الثلاث للوالد المقاول عبد المالك، الذي لم يغمض له جفنا هو وزوجته، منذ عشية اختفائها ووسط جلبة قاعة الاستقبال، التي غصت بالضيوف والأحباب تسللت ''نسرين'' بخفة دمها بعد مناداة والدتها لرؤيتنا، فكانت سبحان الخالف ملاكا، تسحر عيون الناظر، بابتسامتها البريئة وشعرها المنسدل على كتفيها، حتى أن الوالدة لم تتمالك نفسها عند تأخر إبنتها ،عشية الثلاثاء، بعدما تعودت على رؤيتها عبر الشرفة من دوام القسم التحضيري كعادتها، تقول الوالدة: ''نظرت فرأيت الأطفال يخرجون من المدرسة التي لاتبعد عن الفيلا، إلا ببضع أمتار، فلم تظهر ابنتي، انتظرت لدقائق أخرى فأحسست بشيء غريب ينذر بحدوث مكروه لها، طلبنا من نسرين أن تروي لنا واقعة اختطافها بعدما كانت تبدو بحالة نفسية جيدة، ولمسنا ذكائها الطفولي المفعم بالبراءة والحيوية تقول وصلت إلى مدخل الحي ونزل شخص من السيارة ومنحني نقودا لأقتني الحلوى وعند عودتي طلب مني الركوب ليأخذني عند الباب وبين الفينة والأخرى تتوقف مبتسمة بابتسامتها الساحرة، وخجلها طالبة من والدتها أن تواصل هي الرواية، وتقول وضع شريط لاصق على فمي واصطحباني في السيارة لمدة ودخلت فيلا كان فيه أشخاص رجال وليسوا نساء''، وسألنا نسرين ماذا كانت تأكد فقالت أنهم قدموا لها الحلويات وأنها شربت الماء فيه طعم غريب المذاق، لتتدخل الوالدة لقد قدموا لها مخذرا لتنام حتى لاتعيق عملهم حسب ما أفادتنا به قوات الدرك الوطني''، ثم طلبنا من نسرين أن تخبرنا ليلة اطلاق سراحها، فقالت أنهم وضعوا على رأسها قلنسوة: ''سألته لماذا وضعها فأجابها لكي لا يتعرض إليّ الأشرار''، تقول الوالدة: قاموا بإطلاق سراحها في حدود الواحدة من صباح الجمعة بمدخل البلدية من الشاطئ حيث عرفها الجيرانوقاموا باقتيادها إلى المنزل،الا أن ماحز في نفس نسرين طيلة المدة بعد إطلاق سراحها هي فقدانها لمحفظتها، تقول الوالدة: بمجرد وصولها إلى ذراعتي راحت تبحث عن محفظتها، وتخبرني أنها تحت كرسي السيارة التي اقتداتها لأول مرة، عما أنها ضلت طيلة صباح، أمس السبت تطلب من والدتها أن تدعها ترافق زميلاتها إلى المدرسة، الا أن الخطر لازال محدقا بها ما جعل والديها يرفضان خروجها في ظل هذه الظروف. الخاطفون اتخذوا فيلا مجاورة لاحتجاز ''نسرين'' تحدثنا إلى والد نسرين المقاول عبد المالك، الذي راح يحمد الله على عودتها سالمة يقول: ''لقد طلبوا مني في الأول مبلغ 5 ملايير سنتيم عند اتصالهم، وبعد المفاوضات توقف عند 200 مليون سنتيم، حيث طلبوا مني تسليمه مقابل حياة ابنتي وقام الوالد بعد جمع المبلغ بوضعه في كيس والتوجه إلى ضواحي الطريق الرئيسي ببلدية مفتاح بالبليدة، ووضعه بمحاذاة الطريق على طريقة الأفلام البوليسية، بأمر من الخاطفين الذين كانوا يراقبونه من السيارة على بعد أمتار منهم، يقول: ''طلبوا مني العودة وتسلم إبنتي بضواحي زموري البحري بعد أن إقتنعوا بأن المبلغ المالي بحوزتهم، وعندما عدت وجدت ابني في المنزل وهذا في حدود الساعة الثانية من صبيحة الجمعة''. وقد تمكنت مصالح الدرك الوطني، من وضع الحد لعناصر بعض هذه العصابة التي أرهبت العائلة لثلاث أيام متوسلة بدعائها الله أن يعيد إبنتهم سالمة، حيث تم إلقاء القبض على صاحب الفيلا الذي إتضح أنه جار الضحية الذي فور مقابلته ب''نسرين'' طلبت من مصالح الدرك عدم أذيته لأنه أحسن معاملتها، وهو الذي قام باقتيادها ليلة إطلاق سراحها، كما تمكنت من توقيف إثنين آخرين يتم حاليا التحقيق معهما.