تداول الإعلام المغربي ، في الأيام الأخيرة، ما يسمى برسالة خمسة سفراء سابقين للولايات المتحدةالأمريكية بالمغرب، وهم طوماس ناصيف و ميكابيل يوسيربي وفريديريك فريلاند، ومارك غينسيبرغ، ومارغاريت تيتوبلر التي دعوا فيها، حسبما أوردته الصحافة المغربية إلى إقامة نظام الحكم الذاتي بالصحراء الغربية، وإن قيام دولة صحراوية مستقلة أصبح خيارا غير واقعيا من أجل حل النزاع. وحسب مزاعم الرسالة فإن السفراء يربطون تنامي النشاط الإرهابي بالمنطقة مرده الخلاف بين المغرب والجزائر حول ملف الصحراء .. السفراء الخمسة الذين لا يمثلون مواقع في الدولة ولا يمتلكون سلطة القرار في الإدارة الأمريكية تم تأويل أطروحاتهم فيما يتعلق بوجهات نظر أمريكا نحو النزاع، بل إن محيط المغرب بدأ مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية بالترويج لتوقيعات 173 عضوا بالكونغرس الأمريكي بمن فيهم رؤساء الفرق الجمهورية و الديمقراطية و أعضاء لجنة الشؤون الخارجية الداعية إلى دعم الطرح المغربي، فيما يتعلق بإقامة الحكم الذاتي. ''النهار'' إطلعت على فحوى النداء الموقع، ولم تجد ما يدعو الى موافقة الكونغرس الأمريكي على ذلك الطرح الجديد القديم والمستهلك، بل إن التوقيعات تزامنت مع انتهاء الدورة ال 63 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي دعت الى حل عاجل للنزاع المغربي الصحراوي بتفعيل المفاوضات و تنظيم الاستفتاء، وهو ما يرفضه المغرب و عبر عنه الأمين العام للأمم المتحدة بأن طريق المفاوضات مسدود. و قد أخذت مسيرة 1400 صحراوي داخل المناطق المحررة بالصحراء المغربية منحى آخر في مواقف الدوائر الرسمية و الإعلامية بالمغرب بمحاولة توريط الجزائر وهدية بوتفليقة للمغرب، بمناسبة فوزه في الانتخابات بنسبة أغلبية الشعب الجزائري متهمين إياه بقرع طبول الحرب على المغرب واستعمال الجيش الجزائري لغزو المناطق المحررة، وهو ما نفته تماما بعثة المونيرسو التابعة للقوات الأممية التي تراقب منطقة النزاع .من جهة أخرى علمت ''النهار'' من مصادر خاصة بأن المخابرات المغربية تحضر للرد على مسيرة الصحراويين بالأراضي المحررة بغزو الجيش المغربي لها للتأكيد على أن هذه المناطق أراض مغربية و رد فعل طبيعي لاختراق الجزائر و الصحراء الغربية لاتفاقيات وقف إطلاق النار، مما يشكل حسب المحللين و دوائر ملف النزاع بأنها ملامح إعلان الحرب على الجزائر و تقويضها للتنازل عن دعم قضية تصفية الاستعمار بالمنطقة و حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. كما علمت ''النهار'' أن المغرب سيشرع في حملة إزعاج الجزائر في التحرش بها بتحريض رعاياه للتظاهر أمام السفارات الجزائرية بعواصم أوروبا و بواشنطن و تأويل المواقف الأخيرة للولايات المتحدة، بعد أن عبر الرئيس الأمريكي أوباما عن عزمه على تطوير علاقات الصداقة والتعاون مع الجزائر وتقدير السياسة الخارجية للجزائر التي تتسم بالمواقف المشرفة والعادلة والموضوعية .