تسعى الحكومة الفرنسية لدى مصالح السلطات الجزائرية لإدراج موضوع تسوية عشرات حالات الأطفال الناتجين عن الزواج المختلط بين الجزائريين والفرنسيين، خلال الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى العاصمة الفرنسية ''باريس'' الصيف المقبل. ونشرت عدد من الصحف الفرنسية على غرار ''لوموند'' أن السلطات الفرنسية اقترحت على نظيرتها الجزائرية إدراج موضوع التسوية القانونية لعشرات القضايا العالقة لأطفال نتجوا عن زواج مختلط لمواطنين فرنسيين بآخرين جزائريين، مؤكدة أن ملف الطفلة الجزائرية صفية سيكون في قائمة القضايا التي سيتطرق إليها الرئيسين نيكولا ساركوزي ونظيره عبد العزيز بوتفليقة خلال محادثاتهما أثناء الزيارة المقبلة لبوتفليقة إلى العاصمة الفرنسية باريس، في حال موافقة الطرف الجزائري على هذا المقترح. وقالت صحيفة ''لوموند'' فيما مقالها أن ما يفوق عن 40 حالة طفل رحل السنة الماضية إلى الجزائر من طرف أحد الأبوين الجزائريين الذين يطالبون بأبنائهم بعد الانفصال عن الزوج الفرنسي، حيث تم تنصيب لجنة مشتركة تعنى بالتكفل بمثل هذه الحالات غير أن بعض القضايا لا تزال عالقة في العدالة، وعلى رأسها قضية الفتاة '' صفية بلحسين'' الذي يدعي المدير التجاري السابق لمؤسسة ''رونو '' للسيارات النفعية بوهران جاك شيربوك أنها ابنته وله الأحقية في استرجاعها بعد وفاة والدتها في مارس 2005. من جانب آخر أكدت الجريدة ذاتها فإن وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني قد تلقى اتصالا هاتفيا من طرف الرئيس الفرنسي جاك شيراك في 19 مارس الماضي يستفسر حول القضية، وقد اكد زرهوني لساركوزي حسب المقال- أن الفتاة ستلم لوالدها بعد ثلاثة أسابيع لأسباب تقنية فسرتها الصحيفة على أنها متعلقة بالانتخابات الرئاسية، حتى لا تشوش على مجرى الحملة الانتخابية، خاصة واهتمام الصحافة الوطنية بالقضية، ويسعى الوالد المزعوم للفتاة والذي رفض الخضوع لتحاليل الحمض النووي استعمال نفوذه وخاصة احد مستشاري الرئيس الفرنسي ذو الأصول الجزائرية لاسترجاع الفتاة المتواجدة لدى السلطات الجزائرية منذ أشهر بعد انتزاعها لجدتها بالقوة.