طالب، نهار أمس، أهالي الحراڤة المفقودين بعنابة، في لقائهم ب''النهار''، من السلطات العليا في البلاد غلق الحدود البرية الجزائرية التونسية، بإلحاح وإصرار كبيرين، على خلفية عدم تعاون وتفهم الجهات التونسية لمأساة العائلات وتعاملها بتجاهل ولا مبالاة مع قضية الشبان الجزائريين الحراڤة المفقودين، والتي تؤكد معطيات ووثائق رسمية تونسية في غاية السرية، تواجدهم داخل التراب التونسي. ورغم الأدلة والوثائق التي تؤكد كلها وجود مجموعات من الشبان الحراڤة أحياء معتقلين بالسجون التونسية، إلا أن الجهات التونسية المسؤولة، وعن طريق مراسلاتها الرسمية لأهالي الحراڤة المفقودين، تواصل نفيها وجود حراڤة مفقودين بأراضيها جملة وتفصيلا، بالرغم من الشهادات الكثيرة لحراڤة جزائريين تم توقيفهم بالسواحل التونسية، وأخلي سبيلهم بعد التحقيق معهم، حيث أكدوا في شهاداتهم لأهالي المفقودين، بأن السجون التونسية ممتلئة بالشباب الجزائري الحراڤ، وكلهم متابعين بتهمة الهجرة غير الشرعية. كما تعمد السلطات التونسية أيضا في تعاملها مع الشبان الحراڤة الذين يقبض عليهم بالسواحل التونسية أين ينزلون بها خطأ، بعد أن تجرفهم تيارات البحر أو توقفهم مصالح حرس السواحل التونسية وتتعامل معهم على أنهم مشتبهين بالإرهاب ويتم اعتقالهم سرا، دون إخطار المصالح القنصلية الجزائرية، مثلما تقتضيه الأعراف والاتفاقيات الدبلوماسية بين البلدان، لسبب وحيد وهو كونهم ''جزائريين''. وبعد مراسلتهم لجميع الهيئات العليا في البلاد وخارجها، ولمدة سنتين كاملتين، وكانت آخر رسالة منهم لوزارة الخارجيةوعدتهم فيها بالمساعدة في إيجاد مخرج لمأساتهم، خاصة بعد اقتراحها مناقشة القضية، خلال الدورة القادمة لاجتماع وزراء الخارجية العرب خلال الأشهر القادمة.