عاشت عناصر المنتخب الوطني اليوم الأخير قبل المباراة لحظات صعبة للغاية، سيما أنهم مقبلون على مواجهة مصيرية ستحدد مصيرهم في التأهل إلى الدور الثاني أو الخروج من الدور الأول والذي سيكون مهزلة حقيقية، إلا أن الأجواء داخل أسوار فندق كونتينونتال كانت ممتازة ورائعة، وكل يمازح الكل ولا أحد يفكر إلا في لقاء اليوم وسط تركيز كبير على المواجهة، ووعي عالي بالمسؤولية الملقاة على عاتق اللاعبين، فحتى الطاقم الفني والطبي وكل الإداريين المرافقين للمنتخب الوطني مركزون على مواجهة أنغولا التي شبهت بمواجهة السودان أمام المنتخب المصري. من الحادية عشر إلى الواحدة زوالا معاينة مواجهات أنغولا في الدور الأول استيقظ اللاعبون نهار أمس في حدود الساعة العاشرة صباحا، حيث تناول الجميع وجبة فطور الصباح وتجمعوا في قاعة الشاي للفندق، وتبادل الجميع أطراف الحديث لمدة وصلت إلى نصف ساعة حتى دقت الساعة الحادية عشر، أين كان لهم موعد مع الطاقم الفني لمعاينة المنتخب الأنغولي، حيث تم معاينة كل المواجهات التي لعبها في الدور الأول، وكانت البداية بمواجهتهم مع مالي، وبعدها مواجهتهم مع منتخب مالاوي التي فازوا بها بثنائية نظيفة، ودامت هذه المعاينة حوالي ساعة ونصف، حيث عاينوا نصف اللقاء أمام مالي ونصف آخر أمام مالاوي ليكونوا قد شاهدوا تسعين دقيقة كاملة، والتي كانت كافية لمعرفة نقاط قوة وضعف منتخب أنغولا قبل مواجهته في لقاء اليوم. الواحدة بالضبط تناول وجبة الغذاء وبعد الانتهاء من معاينة منتخب أنغولا، كانت الساعة تشير إلى الواحدة زوالا، وهو نفس توقيت تناول وجبة الغذاء، وتوجه الجميع إلى المطعم لتناولها، سيما أن اللاعبين كانوا بحاجة إلى الأكل، خاصة أن وجبة العشاء لا تحتوي على أمور كثيرة لأغراض صحية، فيكتفي اللاعبون بالحساء فقط وبعض الأمور التي لا تثقل أبدانهم قبل الخلود إلى النوم ليلا، عكس وجبة الغذاء التي تكون مقوية ومفيدة لجميع اللاعبين، لأنها الأساس في تغذيتهم. من الواحدة والنصف لغاية الرابعة الخلود للنوم بعد نصف ساعة كاملة من تناول وجبة الغذاء، يتوجه الجميع لأداء صلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا بحكم أن الجميع على سفر، وبعدها يخلدون إلى النوم مباشرة للاسترجاع، لأنها الطريقة المحترفة التي تستعملها كل الفرق العالمية الكبرى، فكل المجهود الذي يبذله اللاعب يجب أن يسترجع في القيلولة، ويتميز المنتخب الوطني بصرامة كبيرة في أدائها، فالجميع ينام ولا أحد يكلم زميله أو يرفض النوم ويتجول في الفندق، لأنها قبل كل شيء مفيدة له لأداء لقاء في المستوى أمام أنغولا. الرابعة والربع الإجتماع التقني بعد ساعتين ونصف من القيلولة، يقوم عضو "الفاف" نبيل بإيقاظ الجميع من نومهم، ويتم التجمع بعدها في قاعة المحاضرات للفندق وهذا من أجل الاجتماع التقني الذي يسبق كل حصة تدريبية، يتم من خلاله طرح برنامج الحصة من طرف المدرب رابح سعدان وكل الطاقم الفني، فبلحاجي يجتمع بالحراس ويشرح لهم أغراض الحصة التدريبية وأهدافها، نفس الشيء بالمنسبة لسعدان وجلول والبقية، وهو نفسه الإجتماع الذي يتحدث فيه المدرب الوطني عن الخطة التي سيلعبون بها أمام أنغولا وكيفية تطبيقها، فضلا عن العناصر التي ستكون أساسية والتي ستبقى في الإحتياط. الخامسة بداية التدريبات بملعب كوكايروس بعد الإنتهاء من الاجتماع التقني الذي يدوم حوالي نصف ساعة تقريبا، يتوجه الجميع إلى الغرف لأخذ اللوازم الخاصة بالتدريبات، وبعدها يجتمع الكل للخروج من الفندق وركوب الحافلة للتنقل إلى ملعب كوكايروس وسط إجراءات أمنية مشددة منذ بداية الدورة، وبما أن ملعب التدريبات لا يبعد من فندق المنتخب الوطني إلا بأمتار فقط، فإن الوصول يكون بعد خمس دقائق فقط، أي الخامسة إلا خمس دقائق، وهو الوقت الذي يدخل فيه الجميع إلى أرضية الميدان لتبدأ الحصة على الخامسة بالتمام. السابعة والنصف تناول وجبة العشاء نهاية التدريبات تكون على الساعة السادسة والنصف، وبعدها يتنقل الجميع إلى الفندق من جديد من أجل تناول وجبة العشاء التي تبدأ على الساعة السابعة والنصف، والتي يتجمع فيها الكل حتى الوزير جيار الذي يحرص في كل مرة على تناول وجبة العشاء مع اللاعبين لرفع معنوياتهم والدفع بهم إلى الأمام من أجل تحقيق نتائج إيجابية والتأهل إلى الدور الثاني، وفي كل مرة لا يتجاوز وقت تناول وجبة العشاء النصف ساعة نظرا لحاجة الطاقم الطبي للاعبين قبل خلودهم إلى النوم. من الثامنة إلى العاشرة ليلا الدخول لقاعة العلاج وبعد الانتهاء من تناول وجبة العشاء يتحول الجميع إلى قاعة العلاج كي يستفيدوا من حصص علاجية، سيما أن كل اللاعبين يحتاجون إلى العلاج سواء مصابين أم لا، فلا يوجد أي لاعب في كرة القدم لا يعاني من شيء، بل في كل مرة عليهم الخضوع لفحوصات خفيفة وعملية الدلك من طرف المدلك وبعض الأمور الطبية التي تسمح للاعبين بعدها بأداء مواجهة في المستوى أمام المنتخب الأنغولي. العاشرة ليلا الخلود للنوم بعد يوم شاق من التدريبات والتحضيرات ومعاينة الخصم وتناول وجبات الفطور والغذاء والعشاء، والخضوع للعلاج، يكون جميع اللاعبين قد تعبوا من كل هذه الأمور ليخلدوا للنوم على الساعة العاشرة ليلا، وهو التوقيت الذي ضبطه المدرب رابح سعدان للاعبيه للدخول إلى الغرف والنوم للاستيقاظ في الصباح مرة أخرى، سيما أنه اليوم الذي سيلعبون فيه المواجهة المصيرية أمام المنتخب الأنغولي الصعب جدا التفوق عليه على أرضه وأمام جمهوره.