عبد المالك دروكدال أفادت مصادر مؤكدة أن وحدات تابعة للناحية العسكرية الأولى والناحية الخامسة للجيش الوطني الشعبي قد أحكمت السيطرة خلال الأسبوع الجاري على معسكر كبير لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بمنطقة فاصلة بين يعكوران بولاية تيزي وزو ومرتفعات جبال زكري بولاية بجاية. وأوضحت مراجع "النهار" أن عملية التمشيط التي تجري بمشاركة الوحدات الخاصة للجيش المدعومة بأفراد الدرك الوطني والحرس البلدي تهدف إلى تدمير كل الملاجئ والمخابئ التي كان يعتمد عليها التنظيم المسلح كمعسكر أساسي طيلة الأعوام السابقة في هذه المنطقة المعزولة بين ولايتي تيزي وزو وبجاية. وتبين حسب المعلومات الأولية أن أمير تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أبو مصعب عبد الودود المعروف باسم عبد المالك درودكال يوجد ضمن عناصر المجموعة المسلحة التي تخضع لحصار وحدات الجيش الوطني الشعبي منذ فجر الخميس الماضي. ويقود العملية ضباط سامين في الجيش بمساعدة يوفرها لهم "تائبون" من التنظيم المسلح سلموا أنفسهم إلى السلطات بعد صدور فتوى سليم الأفغاني أمير تنظيم "حماة الدعوة السلفية" التي تجرم العمليات الانتحارية في الجزائر والذي أكد بأن قيادات تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" يخضعون لسيطرة غلاة الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا". وحسب ما نقل عن بعض "التائبين" حديثا من التنظيم المسلح فإنه يوجد في هذه المنطقة المحاصرة عدد من القيادات الأساسية في التنظيم المسلح التي تحاول بشكل يائس فك الطوق الذي فرضته عليها وحدات الجيش. وبسبب استمرار حالة الحصار وتراجع فرص نجاة الأمير الوطني لتنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" لجأ التنظيم المسلح إلى شن سلسلة من الاعتداءات الإرهابية في المناطق التي يمتد عبرها الطوق الأمني في محاولة لفتح منفذ يمكن قيادات التنظيم المسلح من الإفلات من الحصار الذي فرض عليهم. وفي آخر محاولة لفك الخناق عليهم زرع مسلحون من التنظيم المسلح قنبلتين في طريق دورية تابعة للجيش الوطني الشعبي بمنطقة فاصلة بين تيزي تغيدات وياعكوران على الطريق الوطني رقم 12 بمسافة تبعة بنحو 35 كلم شرق عاصمة الولاية تيزي وزو. وقد أدى تفجير العبوتين في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء إلى إصابة أربعة جنود بجروح متفاوتة الخطورة حسب حصيلة أولية علما أن الدورية كانت في طريقها إلى مخيم مؤقت نصبته وحدات الجيش لإحكام السيطرة على هذه المنطقة المعزولة. وكانت مجموعة مسلحة قد نفذت في اليوم الثالث للحصار على معسكر التنظيم الإرهابي اعتداء على دورية للجيش أودى بحياة جندي وأصيب جنديين آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. ويعتبر هذا الحصار الأكثر أهمية الذي تشنه وحدات الجيش الوطني الشعبي منذ صيف 2007 حيث أفلت أمير التنظيم المسلح أبو مصعب عبد الودود بأعجوبة من الحصار الذي فرضته وحدات الجيش الشعبي الوطني مباشرة بعد الاعتداء الاستعراضي الذي استهدف مبنى الدرك الوطني بمنطقة ياعكوران بولاية تيزي وزو.