حسب دراسة حديثة لسوق السياحة ظهرت دراسة قدمت الاثنين في سوق السفر العالمي في لندن احد اكبر معارض السياحة في العالم، أن السياحة "الحلال" واحترام الطبيعة واكتشاف دول مثل ليبيا والجزائر والسياحة "الخلاعية" في لاس فيغاس، تشكل ابرز توجهات السياحة العالمية. وبحسب هذه الدراسة التي نشرها منظمو المعرض وشركة الدراسات "يورومونيتور انترناشيونال"، فان عدد السياح الذين سيزورون منطقة الشرق الأوسط سيرتفع بنسبة 66 بالمائة بحلول 2011، ليبلغ عددهم 55 مليونا. وبين عشرات ملايين الزوار هؤلاء عديدون ينحدرون من الدول الإسلامية ولا يحظون إلا لماما بخدمات خاصة بهم تختلف عن تلك المقدمة للسياح الغربيين، باستثناء السعودية وإيران. وقالت فيونا جيفري رئيسة سوق السفر العالمي "أنهم يشكلون نسبة كبيرة لا تحظى بالاهتمام اللازم رغم أنها تشكل رافدا مهما لتنمية السياحة +الحلال+ التي يمكن تعريفها بأنها شكل من السياحة الدينية المطابقة للقوانين الإسلامية". ومن الممكن أن نشهد سريعا ظهور شركات جوية "حلال" تعرض رحلات بدون كحول وافلام دينية والآذان وقمرات منفصلة للنساء والرجال"، بحسب الدراسة. وفي المقابل فانه ينتظر ان تتطور صناعة السياحة في الشمال الاميركي في اتجاه مغاير تماما يتوقع له هو الاخر مستقبل كبير وهو السياحة الموجهة الى الشبان او ما يسمى "سياحة الخلاعة" التي تعد لاس فيغاس وجزر الكاريبي وجهتيها المفضلتين وذلك من خلال تنظيم سهرات على مدار الساعة يقوم خلالها الشبان "بالاستهلاك المفرط للكحول" ويمضون وقتهم بين الكازينوهات وملاهي التعري الاباحي (ستريب تيز). ويمكن ان تتيح طائرة ايرباص ايه-380 تنظيم سهرات في الجو لعاشقي السهر المتواصل وذلك لاعدادهم حتى قبل الوصول للاجواء التي تنتظرهم، بحسب الدراسة. وفي اوروبا الغربية ترى دراسة سوق السفر العالمي نمو مفهوم آخر هو "سلو ترافل" على غرار حركة الطبخ "سلو فود" التي ظهرت في ايطاليا نهاية ثمانينات القرن الماضي. ويشمل الامر سياحة ريفية تفضل السفر بالقطار بدلا من الطائرة انسجاما مع الحرص على الحفاظ على البيئة لدى العديد من السياح. وفي ايطاليا مثلت سياحة الريف 10 ملايين ليلة سياحية العام الماضي ويمكن ان تستفيد الاقامات الريفية الفرنسية ايضا من هذا التوجه. وفي آسيا تشهد السياحة تطورا من نوع آخر بفضل الهاتف النقال الاخذ في التحول الى نمط اتصال لدى وكالات السفر وهو يتيح للسياح تقاسم خبراتهم من خلال المدونات الالكترونية التي يغذونها بنصوص وصور واشرطة فيديو مباشرة من هواتفهم. وترى دراسة سوق السفرالعالمي ان الجزائر وليبيا يمكن ان تشكلا وجهتين تحظيان باقبال كبير على غرار جارتيهما تونس والمغرب. وتقول الدراسة "ان هاتين الدولتين تم اهمالهما من قبل السياح بسبب التوترات السياسية" في اشارة الى العنف في الجزائر وعزلة ليبيا الطويلة على الساحة العالمية. وقالت الدراسة ان الامور تتطور والجزائر بصدد تنفيذ استثمارات ضخمة في القطاع السياحي. وتعتزم مجموعة "اكور" الفرنسية فتح 36 فندقا في الجزائر بحلول 2015. والامر نفسه في ليبيا التي تتمتع بشواطىء رملية متسعة ومواقع تاريخية والتي يتوقع ان تستفيد من انتهاء العقوبات الدولية.