دعا منظر تنظيم القاعدة وعضو ما يسمى باللجنة الشرعية ل''منبر التوحيد والجهاد''، ''أبو مسلم الجزائري''، الثوار في ليبيا، إلى تشكيل تنظيم مسلح، والانشقاق والتبرؤ من قادة المعارضة الليبية المشرفين على المجلس الوطني الانتقالي، متهما إياهم بالعمالة للغرب، في إطار صفقة سرية تمت بين معارضي القذافي من جهة وفرنسا وأمريكا وإنجلترا من جهة أخرى. وقال أبو مسلم الجزائر، المعروف بكونه الرجل الثاني في ما يسمى ''منبر التوحيد والجهاد''، بعد ''أبي محمد المقدسي''، أحد أبرز منظري تنظيم القاعدة والتنظيمات الإرهابية الأخرى الموالية له، أنه على الثوار في ليبيا أن يتبرؤوا من المجلس الانتقالي ''الّذي ورّط نفسه وورّط ليبيا كلّها في مستنقع العمالة للصليبيين''. وطلب أبو مسلم الجزائري في معرض رده على رسالة وجهها له أحد الثوار الليبيين أطلق على اسمه كنية ''أبو جندل الليبي''، من الثوار العمل ''على تشكيل تنظيم يجمع الصادقين والمخلصين''، مشددا في نفس السياق على ضرورة القيام بذلك في السر والكتمان، كون ''معركة ليبيا لم تبدأ بعد'' -على حد قوله. كما دعا ''أبو مسلم الجزائري'' في رسالته التي نشرها موقع ما يسمى بمنبر التوحيد والجهاد، ثوار ليبيا إلى التنسيق مع التنظيمات الإرهابية الناشطة في مناطق أخرى. وكانت رسالة ''أبو جندل الليبي'' التي أجاب عنها ''ابو مسلم الجزائري''، مكونة من سؤالين، الأول يطلب فتوى حول حكم أعوان القذافي ممن انقلبوا عليه وركبوا موجة الثورة وحولوا انتفاضة الشباب لصالحهم، والسؤال الثاني بشأن حكم شرعية المجلس الانتقالي الليبي. وبدا صاحب الرسالة حريصا على تلقي فتوى من ''أبو مسلم الجزائري'' شخصيا، كما ذكره في رسالته. وبشأن الموقف من أعوان القذافي وقادة أجهزته الذين انشقوا عنه، فقد تضمنت فتوى ''أبو مسلم الجزائري''، دعوة إلى الحذر منهم، ما داموا لم ''يُعلنوا اعترافهم بجرائمهم وندمهم عليها''، ليضيف ''أبو مسلم'' بالقول أن ''من لم تثبت توبته فهو على الأصل الّذي كان عليه''. وبدا واضحا أن المقصود من تلك الفتوى هم قادة المجلس الانتقالي الليبي أمثال وزير العدل المنشق مصطفى عبد الجليل، ووزير الداخلية الليبي السابق أبو بكر يونس، إلى جانب آخرين. وفي هذا الإطار، دعا صاحب الفتوى قادة المجلس الانتقالي إلى إعلان استقالتهم من المجلس، لفك التزامهم وارتباطهم بالاتفاقات السرية التي عقدوها مع الدول الغربية.