سيدتي نور، أودّ أن أشكرك على هذه الصفحة التي تحمل الطيبة والوعي، فتح الله عليك وأنار طريقك ووفقك لما يحبه ويرضاه أما بعد: مشكلتي قديمة متجددة، فأنا أعيش على آثارها التي لا تفارق أهل زوجي، هؤلاء الذين كنت أقيم معهم في بيت واحد وبسبب كثرة المشاكل، انتقلت للعيش في مكان آخر، بعد ذلك تحسنت العلاقات بيننا ولم نعد كالسابق، بل تطورت إلى الأفضل إلا أنهم -خاصة والدة زوجي- يذكرونني بخلافات الماضي وتحاسبني عليها، ليس ذلك فحسب فهي كثيرا ما تقارن بيني وبين زوجة ابنها التي جاءت للعيش معهم من بعدي، على اعتبار أنها أفضل مني، مما جعل هذه الأخيرة تتعامل معي بتحسّب وخوف شديد، لأن ما رسخ في ذهنها يدفعها لذلك فكيف أتصرف مع هذا الموقف، علما أني نسيت الماضي بتفاصيله، واليوم أعيش على أمل نيل رضاهم هذا ما يدفعني دفعا إلى الإحسان إليهم قدر المستطاع. فوزية/ ڤالمة الرد: قرأت رسالتك باهتمام فالتمست منها ملامح طيبة قلبك ونيتك الصادقة في الإحسان إلى أهل زوجك وإكرامك لهم اعتذارا عما بدر منك في السابق. لا شك أن كل إنسان يخطئ، والإعتراف بالحق والرجوع إليه صفة جيدة، وهو خير من التمادي في الباطل. بداية الحياة الزوجية تكون تجربة جديدة، وعالم جديد للزوجين وأهلهما أيضا، ودون دراية بخبايا ذلك العالم وفنون العلاقات مع الغير سيواجه الجميع مشاكل، ليس لأنهم سيّئون وإنما لأنهم لم يعرفوا جيدا ما يجب فعله. هذه هي الفكرة ببساطة وهذا ما حدث معك، كانت إقامتك في بيت أهل زوجك تجربة جديدة لم تستعد لها جيدا، فعانيت من مشاكل، طبيعي أن تحدث لكن الحكمة تكون في التعامل معها. وقعت المشاكل فكان الحل الإنفصال في بيت آخر بعد ذلك تجاوزتها وتعلمت منها العبرة واستفدت والدليل رغبتك في تعويضهم بالخير بمساعدتهم والإحسان إليهم والتخطيط لمستقبل طيب معهم وهو أمر غاية في الروعة أسأل الله أن يتقبل منك ويعينك. بقيت مشكلتك في كونهم لم ينسوا الماضي ويعيدون الحديث فيه ويقارنون بينك وبين الكنة الجديدة، وهو أمر متوقع حدوثه، فلو وضعت نفسك في مكان الطرف الآخر ستدركين سبب ذلك. خطوات الحل تبدأ من قناعاتك، حاولي أولا أن تغفلي عما يقولون، وتعاملي مع الموضوع بذكاء وحكمة، فإن طرحت أم زوجك القضية قولي: كنت حينها مخطئة حقا، اعتذري لها وأرضيها بطيب كلماتك وبالإحسان إليها، ولو عيرتك بالماضي قولي: ألا ترين أن الأهم هو الحاضر، فكيف ترينني الآن، يحتاج الأمر منك الصبر وجهاد النفس، وستسرين بالنتائج بإذن الله. فإن انتهى الكلام كان به وإلا فلتتجاهلي الأمر ولا تعطيه قدرا أكبر مما يستحق، ولا تلتفتي كثيرا للمقارنات التي تجري ولا ترهقي نفسك في التفكير بما يقولون، يكفيك رضاك عما تفعلين ورضا الله أولا، وإن رضي الله سيرضى الجميع إن شاء الله أما بالنسبة لزوجة أخيه، فنظرة الناس قد تتكون من خلال حديث غيرنا عنا، لكن ما يثبته فعلنا هو ما سيبقى في أذهانهم، فكثير هو الكلام الذي ينقل عن أشخاص، ولكن قليلا ما يوافق الصحة لذلك فليكن لقاؤك بها بعيدا عن مخاوفك من سابق النظرة، تعاملي معها بلطفك وبخلقك الطيب، وإن كانت فطنة ستفهم أن ما نقل لها خال من الدقة، وبالإحتكاك بها وباللقاءات التي ستجمعكما ستثبت مودتك في قلبها ويزول أثر الكلمات بالسلوك الطيب الذي تراه. ومهما كانت النتائج، فلا تقلقي نفسك بكثرة الإهتمام بنظرة الناس لك، وما يقال عنك، فالأهم أن يرضى الله، وإرضاء الناس أمر صعب المنال، وكلي أمرك لله وتوكلي عليه وأيقني أن القلوب بيده يقلبها كيف يشاء، فالتجئي إليه وادعيه أن يوفقك ويصلح أمرك ويصلح ما بينك وبين خلقه، وأهلا بك معا في كل وقت. ردت نور