احتضنت جامعة باتنة 1، ملتقى وطني عبر تقنية التواصل المرئي عن بعد ، الموسوم ب " السلوكيات الخطيرة للمراهقين في الوسط المدرسي" ، والذي جرى بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ، تحت إشراف مجموعة من الباحثين الأكاديمين وإطارات جامعية محلية ووطنية، ينتمون الى مختلف المؤسسات التربوية ،على غرار جامعة الحاج لخضر ،مخبر التطبيقات النفسية في الوسط العقابي برئاسة البروفيسور"مزوزبركو"،مركز التوجيه المدرسي والمهني و مديرية التربية لولاية باتنة . هذا اللقاء كان الهدف منه إيجاد حلول وطرق واقعية للحد من الظواهر والأفعال الخطيرة لدى المراهقين في الوسط المدرسي،وقد نتج عنه عدة توصيات من الواجب تطبيقها في أقرب الآجال ، للإشارة فإن هذه البحوث انبثقت عن المشاريع الوطنية الكبرى للبحث العلمي المسؤولة عنها وزارة التعليم العالي . الملتقى شهد 59 من المداخلات البحثية " من داخل وخارج الولاية وحتى من دولة فلسطين "، نذكر منها مداخلة كل من الدكتورة "قرمية مشاشو " وكريمة مقاوسي " من جامعة باتنة 1، حيث كانت بعنوان " فاعلية بعض تقنيات الإرشاد والتوجيه في تنمية السلوك الصحي وخفض سلوك التدخين لدى المراهقين المتمدرسين " ، وخلصت هذه الدراسة التي أجريت على 15 تلميذ مدخن من خلال إستخدام تقنيات بحثية إرشادية الى " انخفاض درجات سلوك التدخين وإرتفاع درجات السلوك الصحي لدى العينة " ، -مداخلة ثانية- " الإدمان على مخدر "الترامدول " لدى المراهقين المتمدرسين …بين المؤشرات والتكفل " ، للدكتورين حربوشسمية ولمين عثمان من جامعة سطيف 2 ، -مداخلة ثالثة- " الذكاء الاجتماعي كمؤشر لحدوث سلوك التنمر لدى المراهقين المتمدرسين وفقا لنظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر ". وفي كلمة خصت بها "جريدة الراية الجزائرية " مديرة مخبر التطبيقات النفسية في الوسط العقابي البروفيسور " مزوز بركو" قالت، أن السلوكيات الخطرة لدى المراهقين موجودة منذ القدم ، لكن في وقتنا الراهن شهدنا طرق جديدة لممارسة هذه الانحرافات خصوصا مع انتشار التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية والفضاءات الافتراضية . في نفس السياق ترى البروفيسور بركو ، أنه وجب على كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية المشاركة في التكفل بالمراهقين ، من خلال تقبلهم في المحيط الأسري والمجتمع ومختلف الشرائح التي يتفاعلون معها ،وأن يأخذ المراهق بمبدأ أنه إنسان موجود ويجب احترامه واحتواءه . أما في جانب الأسرة فترى "بركو" أيضا، أن بعض العائلات الجزائرية وجب إعادة رسكلتها خصوصا ما نشهده من ظواهر للعنف حيث قالت " يجب على الأولياء أن يتحملوا مسؤوليتهم كوالدين بالدرجة الأولى ثم كمربيين بالدرجة الثانية ، والحد من أسلوب التسلط والدكتاتورية في منع أبنائهم من أي فعل يرونه غير مناسب ، الحل يكمن في الإحتواء والتقبل ثم المرافقة لهم . وفي إختتام هذا اللقاء القيم الجوهري ، تم التطرق إلى مجموعة من التوصيات والنتائج ، يأمل الباحثون المشاركون في فعاليات هذا الملتقى أن يتم تطبيقها في أقرب الآجال قبل إفلات الأمور ، والتي جاء فيها "ضرورة تضمين مادة التربية الإعلامية ضمن المقررات الدراسية للأطفال والمراهقين لتدريبهم على الانتقاء الإعلامي للمضامين المفيدة والبناءة والتعامل الإيجابي مع مختلف الوسائط التكنولوجية، ضرورة تضمين مادة التربية الصحية ضمن المقررات الدراسية للأطفال والمراهقين لبناء الوعي الصحي لديهم مما يحصنهم ضد السلوكيات الخطرة المتعلقة بالصحة، إجراء دراسات وأبحاث معمقة ضمن مشاريع بحث حول الدوافع والأسباب الكامنة وراء مختلف السلوكيات الخطرة التي يبديها المراهق في الوسط المدرسي . -استكمال التوصيات – عقد دورات توعية وتثقيف للأولياء حول إستراتجيات المرافقة الأسرية للمراهقين، عقد دورات تكوينية للأخصائيين النفسانيين فيما يتعلق بإستراتجيات التدخل النفسي الفعال مع هذه الفئة من المراهقي، إعادة تفعيل دور جمعيات أولياء التلاميذ في المؤسسات التعليمية بشكل يساعد على توطيد العلاقة بين الأسرة والمدرسة وبالتالي ضمان تحقيق مفهوم المرافقة الأسرية المدرسيةّ، العمل على إنشاء أوتنشيطمختلف النوادي داخل المدارس (النادي الرياضي ، نادي الرسم ، نادي المسرح ، نادي الموسيقى ، النادي الصحي..إلخ ، إجراء دراسات مسحية لأهم سلوكات الخطر الشائعة لدى المتمدرسين في مختلف المراحل التعليمية.