عجز عشرات المزارعين عن حصاد هذا الموسم في عدة مناطق بولاية باتنة على غرار مدينة سريانة، عين جاسر، سهل بلزمة وراس لعيون، وذلك نظراً لانعدام ماكينات الحصاد، فقد بدأ مشهد سنابل الشعير والقمح ذات اللون الجميل والمصفر بلون الذهب، لا سيما وأنها امتدت على مساحات واسعة من أراضي شرق الولاية، بعد أن منّ الله على المزارعين بشتاء ماطر طالما تمنوه. أكد بعض المزارعين الذين تحدثوا إلى "السلام"، أنّ الجهات المسؤولة لم توفر لهم العدد الكافي من الماكنات لإنهاء موسم الحصاد بنجاح، في وقت تشهد فيه مساحات كبيرة من المزارع سقوط السنابل لتضررها من أشعة الشمس الحارقة، فيما أكد المزارع "محمد. س" من سكان منطقة عين جاسر بباتنة، حيث وقف بالقرب من أرضه المزروعة بالشعير متحسراً على السنابل الناضجة، متمنياً لو استطاع حصاد محصوله وبيعه وتوفير لقمة العيش لأبنائه. وأكد آخر أنه كان يظن أن قلة الأمطار قد تكون العائق الوحيد أمام نمو ونضج محصوله الذي زرعه أوائل أيام الحرث من العام الماضي، قائلا "كنت أفرح كلما رأيت المطر يسقط، لكن الآن أظن المشكل ليس في المطر وإنما في التسيير والتدعيم من طرف السلطات". أما أحد المزارعين في منطقة بلزمة فأشار إلى أنه سينتظر حتى نهاية الأسبوع الحالي، وفي حال لم يستطع إيجاد ماكينة حصاد، فإنه سيجبر على استئجار عمال للحصاد والعودة إلى الحياة البدائية بصورة يدوية وتجميعه بانتظار توفر الماكنات ليتم درسه. فيما ألح عددا كبيرا من المزارعين الذين تضرروا بصورة كبيرة جراء عجزهم عن حصاد محصولهم، لافتين إلى أن بعضهم كانوا ينتظرون الشتاء بفارغ الصبر لزراعة الشعير، والعيش معظم فترات العام على ما يدره عليهم من دخل. في وقت أكدت فيه مديرية الفلاحة بباتنة تجنيد 320 ماكنة وكل مستلزمات الحصاد لإنجاح حملة الحصاد لهذا الموسم ببريكة وسقانة، بينما غضت النظر عن مناطق أخرى بالولاية.