في خرجة مثيرة للجدل تراجع قادة التكتل الأخضر عن قرار سابق بعقد قمة رمضانية تجمع أضلاع التكتل الثلاثة لتدارس أفاق التكتل وخطواته الواجب الالتزام بها مستقبلا. وأوضح مراقبون أن قرار سلطاني وشريكيه جاء كانعكاس وإفراز للتطورات التي شهدتها مؤخرا الساحة السياسية المحلية، في ظل مبادرة عمار غول الوزير السابق للأشغال العمومية بالخروج عن طوع القادة الثلاثة للتكتل وتأسيسه لحزب جديد تحت قيادته الشخصية، الأمر الذي أعلن حالة الطوارئ داخل حزب سلطاني ونشر ما يمكن وصفه بالانشقاق، في ظل مسارعة عدد من مناضلي التكتل ركوب موجة غول ودعم خطوته الجديدة التي جزم مراقبون بوقوفها، وراء إعادة قادة التكتل لحساباتهم التي كانت مبرمجة من قبل على غرار القمة الرمضانية التي تم إلغاؤها، بعدما وضع غول حدا لكل التكهنات التي بادر بها عدد من مناضلي التكتل والقائلة باستحالة إقدام وزير الأشغال العمومية السابق على مثل هذه الخطوة التي وصفها الكثير منهم بالمتهورة. وكان محمد حديبي الناطق الرسمي باسم حركة النهضة كشف قبل أيام ل»السلام»، عن قرار اجتماع قادة التكتل الأخضر برأسه أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم خلال شهر رمضان، لتدارس ومناقشة أفاق التكتل وسياساته الواجب الالتزام بها وانتهاجها لخوض غمار المرحلة القادمة، حيث أشار إلى التزام أضلاع التكتل بحضور هذا اللقاء الرمضاني الذي وصفه بالفرصة المناسبة لتطوير ومراجعة آليات عمل التكتل ودراسة الراهن السياسي، هذا في الوقت الذي كان قد راهن فيه سابقا سلطاني وشريكاه على استقطاب الإسلاميين من خلال فتح المجال أمام كل التشكيلات السياسية الإسلامية التي تتقاسم مع التكتل نفس الرؤى، مبرزا في الوقت ذاته إمكانية توظيف التكتل لورقة تجريم الاستعمار برلمانيا، هذا كما استبعد المتحدث الحسم في قضية مشاركة التكتل في المحليات القادمة خلال هذا اللقاء، بحكم وجود لقاءات أخرى مخصصة لتناول هذه القضية والفصل فيها نهائيا.