تواجه دورة المجلس الشوري لحركة مجتمع السلم المقررة نهاية الأسبوع الجاري، امتحانا عسيرا في كيفية الحفاظ على تماسك الحزب الذي يواجه حركة انشقاق أكبر من تلك التي عاشها منذ أشهر بعد انسحاب أنصار «عبد المجيد مناصرة»، حيث يعتزم وزير الأشغال العمومية «عمر غول» السير قدما في تأسيس حزبه الجديد. ذكرت مصادر من محيط قيادة حمس، أن دورة مجلس الشورى وإن كان البيان الذي أصدره المكتب الوطني يشير فقط إلى تقييم الانتخابات التشريعية والتحضير للانتخابات المحلية القادمة، إلا أن قضية انشقاق «عمر غول» ستأخذ حيزا كبيرا من النقاش في الدورة باعتبار أنها ستكون منعرجا في مسيرة حركة الراحل نحناح. ولم يتأكد بعد إن كان وزير الأشغال العمومية السابق «عمر غول» سيشارك في هذه الدورة، غير أن مصادرنا أكدت انه تم توجيه الدعوة له شأنه شأن بقية الأعضاء، ولكن يبقى من المستبعد أن يحضر هذه الدورة بحكم أنه غادر الدورة السابقة التي أقرت مقاطعة الحكومة الجديدة غاضبا دون أن يقدم تفسيرا لقراره. من جهة أخرى، أكدت مصادرنا أن قضية مشاركة الحركة في الحكومة القادمة سيعاد طرحها للنقاش في دورة المجلس الشوري، رغم أن الدورة السابقة فصلت فيها نهائيا بأغلبية الأصوات، بحكم أن هناك تيار في حمس يدعو إلى إيجاد معاجلة سياسية للإبقاء على وزراء الحزب الحاليين في الحكومة، وفي مقدمتهم غول دون إلزامهم ببرامج ومواقف الحركة بشكل يكون حلا وسطا للأزمة التي دخل فيها الحزب مؤخرا. وأوضحت مصادر، أن إمكانية تراجع غول عن حزبه الجديد وحتى تأجيل المشروع مازالت قائمة إذا توفر له غطاء للمشاركة في الحكومة الجديدة باسم الحركة. وقالت مصادر مقربة من قيادة حمس أن إعلان غول لإطلاق مشاورات لتأسيس حزبه الجديد عشية دورة المجلس الشوري تعد ضربة استباقية للضغط من اجل التراجع عن القرار الأخير بمقاطعة الحكومة الجديدة، وبالتالي فتحقيق ذلك سيكفي لتراجعه عن المشروع أو تأجيله إلى حين.