أدى تأخر الجهات الرسمية في العاصمة عن توفير قفة رمضان، بعديد الهيئات الخيرية للتكفل بطريقتها الخاصة بالأمر، وسط تذمر عائلات معوزة من تعاطي مسؤولي بلديات الولاية الأولى في البلاد مع تحضير وتوزيع القفة على أهلها في هذا الشهر الفضيل. في جولة استطلاعية قادت السلام إلى العديد من بلديات العاصمة، لاحظنا تأخر توزيع قفة رمضان ككل مرة بالرغم من انقضاء الاسبوع الأول من رمضان، وهي ملاحظة شدد عليها ممثلو العديد من العائلات المعوزة، هؤلاء عبّروا عن استيائهم من تأخر السلطات المحلية في تسليم المساعدات الضرورية إلى مستحقيها. وتساءل الكثير من المعوزين عن أسباب التأخير، في حين أكد لنا معظمهم أنهم استفادوا من قفة رمضان من جهات مغايرة غير السلطات المحلية والهلال الأحمر، حيث كانت الجمعيات الخيرية التي كوّنها كوكبة من الشباب، السبّاقة لإسعاد المعوزين وإدخال الفرحة لقلوب أبنائهم. في السياق ذاته، أعربت العديد من العائلات المعوزة عن استيائها من تأخر السلطات المحلية في تقديم المساعدات وقفة رمضان التي كان مفترضا منحها عشية رمضان على شكل قيمة مالية بحدود 5 آلاف دينار، لكن وإلى غاية الساعة لم تحوّل المبالغ لأصحابها الذين أكد معظمهم أنهم لم يحصلوا على أي شيء. ولدى سعي “السلام” للاستفسار عن الأسباب الحقيقية للتأخير، أكّد رئيس بلدية باش جراح، أنّ سبب التأخير يعود لعدم استفادة مصالحه بعد من الإعانات الولائية، وهو ما جعل البلدية تتخبط في مشكل القفة، بدورها أرجع مسؤول بلدية الدويرة الأمر إلى السبب ذاته، في وقت لا يزال العديد من المسؤولين في عطلة رسمية، والتي اعتبرها بعض المواطنين غير مناسبة في الوقت الحالي. ورأى ممثلو العائلات المعوزة أنّ عطلات الرسميين يتم استخدامها كشماعة، وسط تخوف رؤساء البلديات من الفوضى التي تحدث جراء التلاعبات والتجاوزات المتكررة كل عام، وهو السبب الذي أخر عملية إتمام الإجراءات القانونية والإدارية لتوزيع الإعانات للعائلات المُعدمة. إلى ذلك، علمت السلام من مصادر موثوق منها، أنّ الهلال الأحمر شرع متأخرا في توزيع مساعدات الشهر الفضيل، كما فتح 10 مطاعم على مستوى العاصمة، على أن يتم مضاعفتها إلى 17 مطعما في الأيام المقبلة ستكون مستعدة لتوفير 150 إلى 200 وجبة إفطار يوميا. ولقد جند الهلال الأحمر 12 ألف متطوع للإشراف على توزيع قفف رمضان عبر البيوت أو مقرات الهلال الأحمر الجزائري، وهذا حسب رغبة العائلات المعوزة، كما سيعنى أولئك المتطوعين بإفطار الصائمين. وقال مصدر مسؤول بالهلال الأحمر، إنّ الأخير لا يتلقى أي مساعدات من الدولة الجزائرية بل كل مساعداته مقتصرة على تبرعات المواطنين وبعض المؤسسات الاقتصادية المساهمة، في حين ساهمت جمعية كافل اليتيم في توزيع قفة رمضان على 3102 عائلة معوزة منذ اليوم الأول. ويبقى الزوالية ينتظرون ساعة الفرج من السلطات المحلية، ويلقى هؤلاء بعض العزاء في مساعدات جمعيات ومنظمات اهتمت بمشاكلهم أكثر من الجهات الوصية.