تواصلت أشغال الملتقى الدولي الذي تناول موضوع "الحقول الأدبية واستراتيجيات الأدباء بمركز "الكراسك" في وهران، حيث جاءت مداخلة الأديب واسيني الأعرج طارحة مسألة عنف العولمة ولغة الرواية، وشرح فيها وضع اللغة العربية التي احتمت كما قال وراء إحداثيات الدين والقيم ووقفت موقف الجامد، والعنصر الوحيد الكفيل بإخراج اللغة العربية من جمودها هو الكاتب لما يمتلكه من آليات لتوظيف اللغة، لتكون منتجة وتصير بفضل ذلك الكتابة الروائية منتجة ونقطة العبور نحو العولمة. وأضاف المتدخل بأنه على الأدباء العرب امتلاك القدرة على تطوير الخطاب الروائي ليصل إلى العولمة، في منآى عن ما كان ينقله أدب الاستشراف من أفكار مغلوطة، والوصول إلى ضفة العولمة بأقل ضرر وتطوير الخطاب الموجه إلى الآخر. ومن جهتها أضاءت شاشة فارس، الأستاذة من جامعة فرحات عباس بسطيف موضوع "الأدب الرقمي الغربي بين سلطة الإبداع وفوضى الإنتشار" والتي جاء فيها أن انتشار الأنترنت وتعدد المواقع الإلكترونية، وتشعب إمكانية الإبحار في هذا الفضاء الإفتراضي اللامحدود، وفر مساحة تحول خلالها الأدب الرقمي وإعادة طرح إشكالية طبيعة هذا النوع من الأدب ومعاييره الجمالية، إلى جانب البحث في وظيفته الإجتماعية وإسهامه في الثقافة، لينفلت من سلطة الرقابة التي لا تعيق مساره، فهو يوفر للمبدع فضاء أرحب للإبداع سواء كان شاعرا، روائيا أو قاصا تختلف تقنياته وخصوصياته مع الأدب الورقي، ويبقى لنا التعمق أكثر في دراسة الأدب الرقمي أو الإلكتروني على اعتبار أنه نوع جديد من الأدب وجد في محيطنا العربي من يمارسونه بشغف وتصنيفه في خانة الإبداع العربي المتفرد في فضاء افتراضي. للإشارة، كان الملتقى فرصة للاستماع إلى انشغالات ومسائل الحقول الأدبية التي أكد المشاركون خلالها بأن الأدب يتجه حاليا نحو الذوبان فيما بات يعرف بالعولمة، بعيدا عن لبس رداء الخصوصية أو الإنزواء ومن شأن هذا التوجه أن يكون وسيلة حوار بين مختلف الإنتماءات تتجه ماهيته لمخاطبة المتلقي بعيدا عن البحث عن الهوية، فإشكالية الهوية لم تعد تتمتع بالأهمية حيث الأدب أضحى خطابا إنسانيا وإن كانت منابعه مختلفة، بل الإختلاف الوحيد يكمن في صورة المجتمع الذي جاء منه وليس في آليات وأساليب ومقومات الصناعة الأدبية في حد ذاتها.