أثارت قضية عدم تهيئة الأقبية بالعمارات على مستوى العاصمة، غضب عارم لدى قاطنيها الذين تكبدوا معاناة صعبة، باعتبار أنها أغرقت أصحاب الطابق السفلي في المياه الكريهة والتي تتسرب من الأقبية الفاسدة التي لم يتم إصلاح قنوات الصرف الصحي، هو وضع أكثر من كارثي مس عمارات حي 8 ماي التابع لبلدية جسر قسنطينة في العاصمة. عبر هؤلاء المواطنين عن سخطهم الكبير اتجاه السلطات المحلية التي التزمت الصمت ولم تتحرك أمام الحالة المزرية التي يعيشها سكان العمارات، وقال هؤلاء المتضررون ل«السلام» بأن «المياه القذرة تسربت إلى بيوتهم خاصة المطبخ والمراحيض التي نجمت عنها روائح كريهة، حيث أصبحت هذه الأخيرة الأكسجين الذي يتنفسونه»، ويضيفون في ذات السياق بأن «العديد منهم يعانون من عسر في التنفس، وكذا عدم جلوسنا في البيت نظرا لمداومتنا على إخراج المياه»، وتجدر الإشارة إلى أن سكان يقطنون بعمارات الحي منذ سنة 1988. من جهة أخرى تذمر السكان من تدهور الطريق أمام مداخل عماراتهم، أين تحولت إلى أوحال وبرك مائية ما أجبر هم على ارتداء الأكياس البلاستيكية من أجل المرور عبر هذا الطريق الذي هو مسلكهم الوحيد -حسب تعبيرهم- وهو الأمر الأكثر تعقيدا بالنسبة للتلاميذ الذين لا يستطيعون مواجهة هذه المتاعب، أين ينالون حظهم من السقوط مثلما قالوا. مشكل آخر وغير بعيد عن سابقه يتمثل في انجراف التربة الناجم عن هطول الأمطار، والتي شكلت هاجسا أرعب أهالي الحي الذين ينتظرون ساعة انهيار عماراتهم التي ظهرت أساساتها -على حد قول السكان-، هذا إلى جانب انعدام الإنارة العمومية بذات الحي ما يثير خوف السكان على أولادهم ونسائهم أثناء الخروج باكرا للتوجه نحو مراكز دراستهم أو أماكن عملهم، ما يتطلب منهم مرافقة كل من يتنقل من الحي باتجاه موقف الحافلات -يقول المتحدثون- . وعليه يطالب هؤلاء السكان من السلطات المحلية ضرورة التدخل الفوري من أجل الاعتناء بهم من خلال التكفل بالمشاكل المطروحة.