احتفل المجتمع الجزائري بحر الأسبوع الماضي، بالعيد الوطني للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يصادف تاريخ 14مارس من كل سنة،بحيث اقترنت هذه الاحتفالات بالعديد من الأنشطة والتظاهرات التي شاركت فيها مختلف أطياف المجتمع المدني من جمعيات ومؤسسات اجتماعية، وقد كانت جمعية “البركة” لمساندة الأشخاص المعاقين واحدة من بين أهم هذه الجمعيات التي نظمت عدة أنشطة بالموازاة مع هذا اليوم. قامت جمعية “البركة” على غرار العديد من الجمعيات الناشطة على المستوى الوطني، بتنظيم جملة من النشاطات التي تدخل في إطار برنامجها العام للاحتفال باليوم الوطني للأشخاص المعاقين، بحيث امتدت من 10 مارس إلى غاية 14 من نفس الشهر، وذلك على مستوى دار الثقافة بولاية باتنة، تحت إشراف والي ولاية باتنة السيد الحسين مازوز، بحيث ذكر السيد عبد الله بوخالفة، بأن هذه النشاطات جاءت تحت شعار “إزالة العوائق لخلق مجتمع شامل منفتح للجميع”، بهدف تحسين نوعية حياة الأفراد ذوي الإعاقة من خلال الجهود المتظافرة التي تبذل على الصعيدين المحلي والوطنيلتعزيز المفاهيم المرتبطة بالعجز، وحشد الدعم اللازم لضمان كرامة المعاقين، حقوقهم وعافيتهم وإذكاء الوعي بالمنافع التي يمكن جنيها من دمج المعاقين في جميع نشاطات الحياة، فضلا عن أن الهدف الأساسي الذي تسعى الجمعية إلى ترسيخه يتمثل في نشر الوعي بقضايا الإعاقة، حقوق المعاقين والمكاسب التي تتحقق من دمج المعاقين في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية، الاقتصادية، الثقافية والسياسية، لأنه ببلوغ ذلك سيتمكن الفرد المعاق من التمتع بكامل حقوقه الإنسانية المتكافئة مع باقي الأفراد الذين لا يعانون من أي إعاقة، بالإضافة إلى مشاركتهم في كل ما يتعلق بالحياة الاجتماعية كما ورد في برنامج العمل العالمي المتعلق بالمعاقين الذي أقرته الجمعية العامة سنة 1982، إذ بعد أن صادقت عليه الجزائر بدأت في التطبيق الفعلي له في ماي 2002، كما أنها قامت بإصدار العديد من المراسيم التنفيذية التي تتعلق بمجانية النقل وتسهيل الوصول إلى البيئة المادية والثقافية، فضلا عن الدمج في الوسط المدرسي العادي. وقد باشرت الجمعية نشاطاتها الاحتفالية بتكريم جمعية “اقرأ” في بلدية تيلاطو بولاية باتنة، يوم العاشر من شهر مارس، أما في اليوم التالي فقد قامت الجمعية بتنظيم زيارة إلى عائلة تضم 4 افراد معاقين من بينهم واحدة متمدرسة، وفي 12 من نفس الشهر عمدت الجمعية إلى تكريم أستاذ، طالبة وموظف من ذوي الإعاقة بالإضافة إلى تكريم امرأة معاقة من ضحاياالألغام بمقر دائرة عين توتة، في حين انه تم بتاريخ 13 مارس، تم تكريم 12 طفلا متمدرسا معاقا في بلدية أريس بالإضافة إلى إجراء لقاء مع أولياء الأطفال المعاقين لمعرفة أهم الصعوبات والمشاكل التي يتلقاهاأبناؤهم، أما في أخر يوم من النشاطات التي احتضنتها الولاية فقد قامت الجمعية بتنظيم معرض خاص بجل النشاطات التي تقوم بها، بالموازاة مع نشاط آخر بدار الثقافة في الولاية. وقد تم تكريم الجمعية في خضم ذلك لكل المجهودات التي تبذلها باستمرار، من اجل ترقية وتفعيل المكانة الحقيقة للأشخاص المعاقين في المجتمع الجزائري وذلك من قبل والي ولاية باتنة. وعقب ذلك شاركت جمعية “البركة” على غرار مشاركاتها خلال السنوات الماضية، في الصالون الدولي للسيارات الذي نظم بقصر المعارض في الجزائر العاصمة، من خلال جناح التوعية للوقاية من حوادث المرور الذي استعملت فيه مختلف الوسائل التوعوية كالملصقات لتبليغ رسالتها إلى المواطنين، بحيث أنهاأبرزت عواقب عدم الالتزام بالسرعة المسموح بها وخاصة فيما يتعلق بقوانين المرور، وقد حظي الجناح بإقبال كبير للمواطنين وخاصة الشباب الذين قصدوا الصالون من اجل المشاهدة أو الشراء. إلا أن ما يؤاخذ على هذا المعرض أن السيارات التي تواجدت فيه لم تكن متناسبة ووضعيات الأشخاص المعاقين، ما اشعر الفرد المعاق بأنه مهمش من قبل وكلاء السيارات الذين لم يضعوه في اعتباراتهم ضمن هذا الصالون. بالإضافة إلى ذلك فقد حرصت الجمعية من خلال هذه المشاركة على توعية المواطنين وخاصة الشباب بضرورة احترام قوانين المرور لتجنب الإصابة بالإعاقة، لأن تحديد مسار حياتهم خيار يحددونه هم بأيديهم، وهذا كما ورد على لسان رئيسة الجمعية السيدة بوبركوت فلورا، التي أضافت بأنها من خلال جريدة “السلام” تؤكد على المطالب السابقة التي تم رفعها إلى الهيئات المعنية للإنقاص من نسبة حوادث المرور، من حيث أن طريقة إعطاء رخصة السياقة يجب أن تتم بناء على سلم التنقيط، بالإضافة إلى ضرورة إخضاع معلمي السياقة للتكوين، فضلا عن الدور الذي تلعبه الطرقات في وقوع الكثير من الحوادث بسبب اهترائها، ما يستوجب من السلطات إعادة تهيئتهاوبالأخص فيما يتعلق بالتطبيق الفعلي للقوانين الذي يجب أن يكون على الجميع دون أي تمييز أو استثناء، وفي نفس السياق طلبت رئيسة جمعية “البركة” من أصحاب الأموال في بلادنا أن يستغلوا ثرواتهم لفتح مساحات واسعة يمكن للمواطنين وخاصة الشباب اختبار قدراتهم على القيادة فيها، وكذاالترويح عن أنفسهم بكل حرية وأمان دون أن يتعرض احد لمكروه، كما أشارت السيدة بوبركوت، إلى أن الجناح حظي بإقبال كبير للأطفال، لذا فقد استغلت الجمعية الفرصة لتعليمهم معاني إشارات المرور على اعتبار أن أغلبيتهم لا يدركون معانيها بالنظر إلى صغر سنهم. وقد جاء على لسان رئيسة الجمعية ما يلي “نوجه نداء إلى وزير التربية، من اجل برمجة مادة التربية المرورية في المقرر الدراسي لتلاميذ الطور الابتدائي، على اعتبار أنهم سائقو الغد، حيث أننا سنحاول من خلال هذه المادة تعليمهم كل ما يتعلق بالطرق وخاصة القوانين، كما أننا نطلب بالموازاة مع ذلك من الوزارة أن تسمح لنا بالدخول إلى المدارس كجمعية وكأشخاص معاقين، بهدف تنشيط أيام للتربية المرورية على مستوى هذه المدارس”. وتجدر الإشارة إلى انه في الافتتاح الرسمي للصالون، تم تكريم السيد محمد العزوني، ورئيسة جمعية البركة السيدة بوبركوت، من تقديرا للمجهودات التي يبذلانها في ميدان التوعية و التحسيس للوقاية من حوادث المرور، وهذه البادرة تعد تشجيعا لكل المواطنين للمشاركة في ترسيخ الثقافة المرورية، التي حصدت العديد من الضحايا الذين أصبحوا معاقين بسبب قلتها إن لم نقل انعدامها، لأنها مسؤولية تقع على عاتق الجميع.