شهدت الانتخابات التشريعية التي جرت نهاية الأسبوع الماضي فوز الأحزاب التي اعتادت على نيل كراسي "النواب" في صورة الأفالان والتجمع الوطني الديمقراطي، إضافة للأحزاب الإسلامية التي صنعت الحدث هذه المرة بعاصمة الهضاب سطيف، ولكن ما شد انتباه الجميع هو طبيعة المترشحين وأعمارهم التي فاقت تقريبا الخمسين سنة، وهي الوجوه التي اعتادت على دخول غمار الانتخابات مهما كان نوعها ويبقى شعار "التشبيب" مجرد ذر للرماد في العيون، مع العلم أن أحزاب السلطة الممثلة في جبهة التحرير والتجمع الوطني الديمقراطي استعملت ورقة الشباب للظهور العلني فقط بعاصمة الهضاب سطيفوالعلمة، حيث تجاوز سن أعمار نواب الأفالان الخمسين سنة باستثناء النائبة حويفي التي هي على مشارف الأربعين، ونفس المثال ينطبق على الارندي الذي نال نوابه الثلاثة الكراسي وهم فوق الخمسين سنة، في حين صنع حزب "تاج" المفاجأة بمنحه شرف تمثيل قائمته لشاب لا يتجاوز السابعة والعشرين من عمره. وأكد شباب مدينة العلمة الذين حاورناهم بخصوص العمل السياسي، أنهم يفضلون الجلوس في المقاهي ومتابعة المباريات، على الانخراط في السياسة لأن المسؤولين السياسيين –حسبهم- لا يمنحونهم الثقة في المواعيد الكبرى ويستعملونهم كأوراق فقط أمام الرأي العام، موضحين أن لعبة السياسة مغلوقة للجيل القديم الذي يتغنى بالتشبيب في حين أنهم متمسكين بالكراسي، وأضافوا أنهم لو وجدوا قوائم بها إطارات شابة لا تتجاوز الثلاثين مترشحين للبرلمان لمنحوهم الأصوات. وختم الشباب حديثهم معنا بتمنيهم رؤية شباب الجزائر في المناصب القيادية كالوزارات والإدارات حتى تتقدم الجزائر للأمام بتفكير جديد و"عقلية" متفتحة، ضاربين المثل بفرنسا التي سيترأسها شاب لا يتجاوز عمره أربعين سنة، في حين أن نواب البرلمان الجديد أغلبهم وصلوا للستينيات من العمر ونساؤه بلغن سن اليأس.