تشهد مدينة العلمة بسطيف منذ بداية شهر رمضان الكريم ظاهرة غريبة، تمثلت في انتشار طاولات الشواء كالفطريات بشوارع وطرقات المدينة بعد الإفطار خاصة في الشارع الرئيسي، حيث يتم شواء اللّحوم العادية والمفرومة في غياب أدنى ظروف النظافة، ووسط الغبار المنبعث من الطرقات، والغريب في الأمر هو الإقبال الكبير من طرف الشباب والأطفال خاصة في ظل السعر المغري الذي يباع به، وكانت النتيجة أول أمس إصابة عشرين مواطنا بتسممات غذائية، مباشرة بعد تناولهم ل "الشواء" بأحد المحلات غير المعتمدة بالمدينة، مما استدعى نقلهم للمستوصفات أين تلقوا العلاج اللازم. وقد تحرّت "السلام" في مصدر هذه اللّحوم المجهولة المصدر، حيث أكدت مصادر موثوقة لنا أنه يتم جلبها من ولايات مجاورة، وهي مجمدة بسعر رخيص، ويجهل إن كانت مذبوحة على الطريقة الإسلامية أم لا، بعدها يتم وضعها في الثلاجة لمدة يومين كاملين حتى يزول عنها الثلج نتيجة وضعها لمدة طويلة في المجمد، ليتم تقطيعها على شكل قطع قصيرة تستعمل للشواء ويتم بيعها للأفراد المختصين في بيع الشواء بعد الإفطار بسعر 350 دج للكيلوغرام الواحد، حيث توضع في الثلاجات مباشرة وهي جاهزة، وعند بداية السهرة ومع خروج المواطنين من صلاة التراويح تبدأ الروائح الزكية المنبعثة من مختلف الطاولات تدغدغ حواس المواطنين الذين يجدون أنفسهم مجبرين على الجلوس أمام هذه الطاولات لشراء "ساندويتش" خاصة وأن سعر 10 قطعات من اللحم ب 180 دج وهو سعر لا يقاوم ولكنه لا يدري أنه أرتكب جريمة في حق جسمه وستكون مضاعفاتها خطيرة عليه وقد توصله للمستشفى وهو في غفلة من أمره.