عرفت الأسواق التضامنية التي قامت بفتحها وزارة التجارة بمناسبة شهر رمضان للحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين ومحاربة المضاربة في الأسعار، أمس، إنزالا كبيرا للمواطنين الذين شكلوا طوابير طويلة في انتظار أدوارهم من أجل اقتناء مختلف المواد الاستهلاكية الخاصة بالشهر الفضيل نظرا للأسعار المعقولة والتي لقت رضا المواطن المحدود الدخل، ما أدى إلى نفاذ عديد السلع خاصة اللحوم بنوعيها واضطر التجار إلى التوقف عن نشاطهم في منتصف نهار يوم أمس بدلا من الساعة الرابعة مساء في انتظار تموينهم بسلع أخرى مباشرة من أسواق الجملة كما أفاد به لنا العديد من التجار بالسوق التضامنية في باب الزوار. حركية غير عادية عرفتها أمس شوارع العاصمة ومحطات النقل بمختلف أنواعها، حيث خرج المواطنون لقضاء مستلزمات الشهر الفضيل قبل حلوله، حيث اكتظت القطارات بالركاب الذي تجاوز عددهم يوم أمس حسب عون مكلف ببيع التذاكر على مستوى محطة القطار بالرويبة ال 1200 تذكرة بين الساعة السادسة والعاشرة والنصف صباحا، وهو عدد كبير مقارنة بباقي الأيام حسب ذات المتحدث الذي أرجع ذلك إلى تنقل المواطنين إلى الأسواق والمراكز التجارية من أجل اقتناء لوازم الشهر الفضيل ما تسبب في فوضى بمختلف محطات النقل وعرقلة مرورية على مستوى مداخل العاصمة كما تمت ملاحظته.
اكتساح كبير للأسواق التضامنية خوفا من "نفاذ" المواد الاستهلاكية بها جولة استطلاعية قادتنا أمس لعدد من الأسواق التضامنية التي شرعت في عملية البيع أول أمس، وقفنا على الاكتظاظ الكبير بها، ووجد العشرات من المواطنين صعوبة في الدخول إلى الأسواق مثلما وقفنا عليه بالسوق التضامنية بباب الزوار، حيث بمجرد وصولنا إليه لفت انتباهنا عدد كبير من المواطنين واقفين بجوار المدخل ظننا من الوهلة الأولى أن هؤلاء ينظمون وقفة احتجاجية لكن عند استفسارنا عن الأمر تبين أن السوق مكتظة خاصة أن مساحتها ضيقة مما اضطر عددا كبيرا من المواطنين الانتظار في الخارج حتى تنقص الحركة داخل السوق. ونفس الظاهرة وقفنا عليها بالسوق التضامنية في بلدية خميس الخشنة شرق العاصمة في ثاني يوم من فتحها، حيث خلف التهافت الكبير للمواطنين على السوق طوابير طويلة وصلت إلى الشارع الرئيسي القريب من المكان في وصورة لم يعتد سكان المنطقة على مشاهدتها. نفس الصور شهدتها يوم أمس الأسواق التضامنية ببلديات بوسعادة وسيدي عيسى بولاية المسيلة والسوق التضامني بحي مناد ببلدية عين الدفلى والسوق التضامني ببلدية البليدة. الاكتظاظ الذي عرفته الأسواق التضامنية المذكورة في ثاني يوم من فتحها، بررها المواطنون الذين تقربنا منهم بمخاوفهم من ندرة المواد الاستهلاكية خلال الأسبوع الأول من حلول الشهر الفضيل مما يجبرهم على اقتناء مستلزماتهم من الأسواق العادية، وفي هذا السياق قال مواطن بسوق باب الزوار "السلع تكون متوفرة بكميات كبيرة وبنوعية جيدة خلال الايام الأولى من فتح هذه الأسواق التضامنية.. وهو ما حدث في رمضان الفارط، حيث سجلت مختلف الأسواق ندرة في بعض المواد خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان". هذا وقال أحد القاطنين بحي كوريفة بالحراش والذي تم فتح به سوقا تضامنية هذه السنة، "استغليت فرصة فتح السوق في يومه الأول لاقتناء ما يلزمني للشهر الفضيل من لحوم وحمص وزبيب وغيرها قبل نفاذها من السوق".
تجار يؤكدون.. السلع نفذت خلال ساعتين تفاجأ أمس تجار السوق التضامني بباب الزوار (يضم 50 مشاركا) من الإقبال الكبير للمواطنين الذين قدموا حتى من بلديات تابعة لولاية البليدة وأخرى لولاية بومرداس لاقتناء المواد الواسعة الاستهلاك في شهر رمضان، وأكد أحد الباعة أن السلع نفذت لدى أغلبية التجار يوم أمس في أقل من ساعتين مما اضطر هؤلاء إلى التوقف عن النشاط وطلب التمويل مباشرة من تجار الجملة خاصة بالنسبة للخضر والفواكه واللحوم بنوعيها. وحسب ما أفاد به عدد من تجار السوق التضامنية على مستوى ساحة الكيتاني بباب الوادي (300 بائع) أن الإكتظاظ خلال اليومين من فتح السوق رهيب إلى درجة أن بعض البائعين استعانوا بعمال لمساعدتهم في عملية البيع، مؤكدين أن السلع نفذت قبل موعد غلق السوق بساعات. هذا وتجدر الإشارة إلى أنه خلال اليوم الثاني من دخول السوق التضامني بباب الوادي سجل شجار بين مواطنين كاد أين يصل إلى ما يحمد عقباه لولا تدخل بعض العقلاء والسبب حسب رواية أحد الحاضرين بالسوق "دوارة" الوحيدة التي بقيت لدى أحد البائعين والتي تنازعا الاثنين من أجل اقتنائها.
رغم تطمينات وزير التجارة ..عقلية المستهلك الجزائري لا تتغير رغم أن وزير التجارة طمأن مرات عديدة خلال الأيام الأخيرة المستهلك الجزائري بأنه لا توجد ندرة في المواد الغذائية الإستهلاكية خلال الشهر الفضيل نظرا لتزامن الشهر مع موسم جني المحاصيل، مؤكدا على وجود وفرة كبيرة في معظم المنتجات إلا أن المواطن الجزائري متمسك بعاداته وعقليته في الوقوف في طوابير لاقتناء ما يلزم من المواد الاستهلاكية وبكميات كبيرة كلما تحل مناسبة شهر رمضان. وقال أحد البائعين بالمركز التجاري أرديس والذي كان مكتظا عن أخره أمس "عقلية المواطن الجزائري لا تتغير رغم توفر السلعة في كافة أيام الشهر، لكنهم يقبلون على الشراء مبكرا خوفا من الندرة".. وعن الأسعار قال: "لم تتغير كثيرا".