باشرت مديرية المصالح الفلاحية عملية اقتلاع أشجار التفاح والإجاص والسفرجل بدون إعلام وإبلاغ الفلاحين، حيث تساءل البعض منهم عن السبب الحقيقي وراء هذه الحملة الخفية دون إبلاغهم من طرف المصالح الفلاحية بها، الشيء الذي نفاه المسؤولون، مؤكدين بأنهم خاطبوا الفلاحين عن طريق إذاعة المدية الجهوية من خلال عدة حصص وومضات إشهارية وكذا بعد الاتصال ببعض الفلاحين، ومن جهتهم استغرب جل من التقت بهم «السلام» من فلاحي الولاية من الطريقة التي تحاول المصالح المعنية التستر بها عن جريمتها، متسائلين في كيف للفلاح أن يستمع للراديو وهو يعمل في الحقل، مع العلم أن بث إذاعة المدية يبدأ من الساعة السابعة والنصف صباحا وينتهي على الساعة الخامسة مساء. إذن كيف تعلم المصالح الفلاحية الفلاح عن طريق وسائل الإعلام؟ ولعل ما زاد الطين بلة قيمة الأضرار التي قيمتها مديرية الفلاحة، حيث اعتبروا التعويض ب3.5 مليون سنتيم للهكتار المقتلع اهانة لهم باعتبار أن الشجرة الواحدة تساوي الملايين، وقد أكدت مصادر لجريدة «السلام» أن أمر القطع أمر سيادي ولا يمكن مناقشته، لأنه نتيجة لتحاليل قامت بها مخابر وطنية، وأضاف ذات المصدر بأن على الفلاح أن يتفهم الوضع وأن ما أصاب الأشجار هو مرض منتشر عبر الو طن وليس محليا، كما أشار أن هناك خطوات تسبق عملية القطع وتتمثل في معاينة أولية من طرف المندوبين الموجودين على مستوى البلديات، ثم تنتقل لجنة مكونة من مفتشي حماية النباتات للمعاينة الميدانية، أين يمكنها أحيانا تشخيص الأشجار المصابة بالعين المجردة، ثم أخذ منها عينات وترسل إلى المخبر الوطني، وبعد20 يوما من التحاليل وفي حالة ثبوت الإصابة بوثائق رسمية يتم إصدار أمر من مديرية الفلاحة بالقلع، حيث وبعد انطلاق عملية القلع تم حصد 470 هكتار من أصل 5500 على مستوى الولاية. وبخصوص التعويض، أشار نفس المصدر أن ما لا يفهمه الفلاح أن التعويض ب3.5 مليون هو منحة من القطاع، وفي بلدان أخرى كبرى لا يتم التعويض مقارنة بالجزائرو ومن يبحث عن التعويض عليه تأمين مستثمراته ضد الحريق والأمطار والأمراض. وبين جهل الفلاح للأمور الإدارية و قص التحسيس من المديرية ونقص في التأطير التقني والطبي للمديرية التي فلتت منها الأمور ووصلت إلى قلع الأشجار وتسببت للفلاح في فقدانه أعز ما يملك واستمرار القطاع الفلاحي بالانهيار، اختلطت معادلة الفلاحة بالمدية ويصعب حلها في الوقت الحالي، والمتضرر الكبير هو المستهلك الذي أصبح يري بالعين عوض الشراء نتيجة الغلاء الفاحش في الخضر والفواكه.