التنمية بولاية تيسمسيلت في الوقت الذي حولت فيه مختلف البرامج الإنمائية ولايات اخرى الى اقطاب صناعية وسياحية ما تزال "فيالار" سجينة التخلف والركود التنموي على الرغم ما اتيح لها من اعتمادات مالية كانت كافية لإخراجها من بوتقة العزلة ومظاهر الترييف لإنهاء المشاريع التنموية في مواقيتها القانونية بحث في فائدة عمر " سيدنا نوح عليه السلام " بتيسمسيلت - والقفز بها الى مصاف الولايات الرائدة فالمتتبع للمسار التنموي بعاصمة الونشريس يدرك للوهلة الاولى العجز البائن والتأخر الملحوظ في استكمال الكثير من المشاريع التنموية سواء المدرجة ضمن البرامج القطاعية او نظيرتها الخاصة بتنمية البلديات بدليل ما حمله تقرير الحصيلة السنوية لنشاطات القطاعات لسنة 2008 الذي تم عرضه مؤخرا على نواب "المزلش" الولائي الذين لم يتأخروا في رفع أيديهم و...؟ للمصادقة على ما جاء فيه من أرقام وبعض المصطلحات يعجز حتى الشيخ " ڨو ڨل" في الانترنيت على تفسير معانيها " نسخة لدى الجريدة" ومع ذلك لم تدم مدة مناقشته اكثر من ساعات قلائل رغم احتوائه على نشاطات 29 قطاع وحتى لا نطول في نشر غسيل هذا التقرير الذي أعدته مديرية التخطيط "حفظها الله" والذي كان من المفروض قانونا أن يعرض بمعية مخطط نشاطات 2009 في آخر دورة من السنة المنقضية وليس في شهر مارس من العام الجاري كان لزاما علينا التوقف عند نسبة استهلاك القروض التي لم تتعد سقف 34 بالمائة خلال 2008 بالنسبة لمشاريع البرنامج القطاعي المقدرة ب 37 مشروعا خصص لها مبلغ 2117 مليار سنتيم استهلك منها 700 مليار فقط والمبلغ المتبقي ما يزال ينتظر اعلان صفارة انطلاق المشاريع المصابة بداء التأخر في الإنجازونفس الشيء ينطبق على برنامج التنمية للبلديات او ما يعرف ب " البيسيدي" الذي لم تتجاوز نسبة استهلاك قروض مشاريعه " 274 عملية" 37 بالمائة بمبلغ 311 مليار سنتيم استهلك منها 112 مليارسنتيم ولانذيع سرا هنا إذا قلنا بان حجم هذه المبالغ المالية المرصودة من قبل خزينة الدولة التهمتها ولايات اخرى بحجم ولاية تيسمسيلت في مدة لا تتجاوز الستة اشهر واودعت طلبات المزيد على طاولة الجهات المركزية وبحسب لغة الأرقام هذه يتأكد بما لايدع مجالا للشك ان مدينة " غروب الشمس" كما يحلو للبعض تسميتها تشهد اليوم زمن الفرصة الضائعة بعد أن اصبح الفشل هو الراعي الرسمي لاحتضان إنجاز المشاريع التي تسير معظمها بالسرعة السلحفاتية مقابل وجود جبال من الأموال المكدسة كان بمقدورها لو وقعت بين أيدي حسن التسيير والتدبيران تحول تيسمسيلت الفتية الى ولاية غنية بكل ما يحمله هذا المصطلح من معاني ودلالات ولسنا هنا في وارد حصيلة نشاطات 2008 ولا حتى 2009 بقدر ما نريد أن نعرج في هذه العجالة على بعض المشاريع التي لم تغادر دوائر العجز بعد. رغم فوات آجالها القانونية بداية بمشروع "القرن" الفيالاري الذي يراهن عليه كبار القوم في ارواء عطش اكثر من 100 الف نسمة المتمثل في ربط 14 بلدية بالماء الشروب من سد كدية الرصفة هذا المشروع الذي لم يرو عطشا ما تزال شركة "كو جي سي" المصرية تسبح في غلافه المالي المقدر ب500 مليار سنتيم دون ان يعرف الماء له طريقا للحنفيات التي تزينت معظمها بخيوط العنكبوت التي لم تجد ما يزعجها في طرز بيوتها نتيجة الجفاف الذي لازمها كما هو الحال مع حنفيات بلديات الأزهرية برج بونعامة و عماري مع العلم أن المشروع كان من المفروض الانتهاء من إنجازه عام 2006 ونفس التشخيص ينطبق على المشاريع السكنية فباستثناء السكن الريفي الذي حققت فيه الولاية التي تعتبر ولاية نموذجية او رائدة في هذا النمط نسبة انجاز كبيرة لا ينكرها إلا جاحد تنموي " انجاز قرابة 600 وحدة" و3000 سكن في طريق الإنجاز فلا يستطيع المرء إخفاء او تغطية العجز الحاصل في إنجازحصة 1500 وحدة سكنية ذات طابع اجتماعي موزعة عبرالعديد من البلديات المتعلقة بالبرنامج الخماسي 2005 – 2009 والتي لا يبدو ان ما تبقى من عمر السنة الجارية سيكون كافيا لاستكمال هذا المشروع هذا دون الحديث عن بقية السكنات الخاصة ببرنامجي الهضاب العليا والقضاء على البناءات الهشة المقدرة ب5500 وحدة التي لم تتعد الكثير من ورشاتها مرحلة حفر الأساسات كما هو الحال في بلدية اولاد بسام وثنية الحد ولرجام وتيسمسيلت ونفس العجز ينطبق على شريحة السكنات التساهمية هذا البرنامج الذي عرف فشلا ذريعا في تيسمسيلت بسبب نتيجة اشغال " البريكولاج" الذي استاسد بغالبية الورشات التي ما تزال تصارع داء الشلل والاهمال منذ ما يزيد عن العشر سنوات ومعها حولت مئات السكنات التي لم تكتمل بعد الى " محشاشات " لممارسة شتى طقوس الرذيلة وتعاطي مختلف المؤثرات العقلية مثلما هو الحال مع السكنات التساهمية المتواجدة بمحاذاة حي " سوناطراك" بعاصمة الولاية ونظيرتها ببلدية خميستي وهو ما ينبغي ان نقيس عليه معظم المشاريع التنموية القطاعية منها والبلدية خصوصا المحدد انهاء انجازها بموعد المخطط الخماسي الذي ينتهي في 2009 فاذا لم نتمكن من انجاز مشاريع يمكن إدراجها في خانة المشاريع المتوسطة في آجالها القانونية فكيف يمكن تجسيد إنجازات كبيرة في سنوات قليلة ما تم العجز عنه في عقود؟ هكذا يتساءل أهل تيسمسيلت الذين اعترفوا بان هناك انتهاك في شعابها عفوا "مشاريعها " التي لا يبدو انها ستدخل حيز الخدمة في مواقيتها المحددة في ظل بقاء او استمرار حالة التسيب والتراخي في الانجازالتي لا ينفع معها اليوم على ضوء هذه المعطيات سوى استحضارسن" سيدنا نوح عليه السلام " المقدرة ب950 سنة الكفيلة وحدها باتمام مشاريع "فيالار" العطلانة ومحو بصمات سنوات التخلف التنموي التي تتراكم يوميا على عاتق هذه الولاية التي لا شيئ يذكر فيها غير يأس شامل تسبب فيه طاقم تنفيدي فاشل "مع إسقاط التعميم" لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يشق "عباب" برنامج بحجم برنامج بوتفليقة الذي ما تزال اغلبية مشاريعه " أي البرنامج " تدور في حلقة دوران فارغة عمرها 365 يوم في تناقض صارخ بين الذي نسمعه عبر التصريحات المنبعثة من نفس المنصات و"الميكروفونات" التي تذيع نفس الحكاوي والخطب وما يعيشه المواطن من مآسي ومهازل في معزوفة المشاريع التنموية