ماذا لو كان ابن باديس إماما في عهد الوزير محمد عيسى؟ هل سيطاله قراره القاضي بمنع الأئمة السلفيين من مزاولة وظيفتهم ونشاطهم في المساجد؟ أم أنه سيبقيه استثناء احتراما لمقامه والجمعية التي أسّسها؟ هذا السؤال يبدو مشروعا في ظلّ (الحرب) التي أعلنتها وزارة الشؤون الدينية بقيادة محمد عيسى ضد الأئمة المنتمين إلى التيّار السلفي بدعوى أنهم متشدّدون، وهي دعوى تبدو غير دقيقة، ذلك أن السلفية نفسها تنشطر إلى عدّة فِرق، وشتّان بين سلفية تدعو إلى (طاعة وليّ الأمر) مهما كانت الظروف وأخرى تشقّ عصا الطاعة على السلطات لأسباب شتى. ولا شكّ أن الحرب على التطرّف محمودة ولن يجد عيسى بين (المعتدلين) من يخالفه في ضرورتها، لكن ليس كلّ سلفي متطرّفا، ولنا في (الشيخ السلفي) مؤسّس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الحميد ابن باديس الذي قضى جزءا كبيرا من حياته يحارب التطرّف والانحرافات العقائدية وينشر الاعتدال خير دليل على ذلك.