أثلج قرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عشية أمس الأوّل، صدور آلاف الأساتذة المتعاقدين بعدما بشّروا بإدماجهم في مناصبهم التي يشغلونها بصفة متعاقدين بدون قيد أو شروط، وهي الانشغالات التي كانوا يطالبون بها من خلال وقفاتهم الاحتجاجية الماضية، آخرها الاعتصام الذي مضى عليه أكثر من 10 أيّام دون انقطاع أمام مقرّ الرئاسة بالمرادية والمبيت في الشارع مواجهين كافّة المخاطر والمشاكل الصحّية والنّفسية في سبيل انتزاع حقوقهم التي تمكّنوا من نيلها من خلال تسوية 60 بالمائة من الملفات في انتظار ال 40 بالمائة المتبقّية خلال الفترة اللاّحقة· استعاد الأساتذة المتعاقدون فرحتهم وبهجتهم بعد الإعلان عن القرار الرئاسي الأخير الذي مكّن أكثر من 60 بالمائة منهم من الالتحاق بمناصب عملهم وبصفة دائمة دون شروط أو قيود، في حين تبقّى ملفات ال 40 بالمائة المتبقّية المتعلّقة بالذين ليس لديهم تخصّص تنتظر التسوية في القريب العاجل بالموازاة مع إطلاق مسابقة سبتمبر المقبل حسب ما أكّده بعض الأساتذة· عبّرت مريم معروف النّاطقة الرسمية للأساتذة المتعاقدين عن سعادة هذه الفئة التي استطاعت أن تفتك حقوقها بإصرارها الكبير وقوّة صبرها، مشيرة إلى أن الاجتماع الذي عقد أمس الأوّل بين ممثّليهم والوزارة الوصية جاء بأمر من رئيس الجمهورية الذي كان ممثّله قد وعدهم الأسبوع الماضي بالحلول في أجل أقصاه أسبوع، وهو ما تمّ فعلا· هذا، ولا تزال اللّقاءات المبرمجة بين وزارة التربية والوظيف العمومي قائمة إلى غاية الانتهاء من كلّ الترتيبات والاتّفاقيات لدراسة كلّ صغيرة وكبيرة تتماشى وهذا القرار الذي وصفه الكلّ ب "الشجاع" حتى يتمّ تحقيقه بصفة مرنة ونهائية تكون لفائدة الأسرة التربوية بما في ذلك النّظر في مشاكل المساعدين التربويين· وعاشت المرادية أمس أجواء من الفرح والابتهاج صنعها الأساتذة المتعاقدون بالزغاريد والتهاليل بعدما قبعوا في عين المكان لمدّة فاقت ال 10 أيّام، والتي كانت كافية للردّ الإيجابي على مطالبهم بعدما عانوا من مختلف المشاكل الصحّية والنّفسية والإصرار على المبيت في الشارع في سبيل انتزاع حقوقهم· يذكر أن قضية الأساتذة المتعاقدين وجدت تزكية كبيرة من طرف نقابات التربية كلّ من "الكنابست" و"الإينباف" اللتين طلبتا تدخّلا من طرف رئيس الجمهورية للتكفّل بقضيتهم وإيجاد حلول سريعة لها تقضي بإدماجهم في مناصبهم التي شغلوها منذ سنوات· كما يذكر في الأخير أن الأساتذة الذين كانوا حاملين شعارات تتحدّث عن "الإدماج أو الممات"، "إدماج، صامدون، صامتون، طامحون للإدماج مطالبون"، "ما راناش رايحين أهنا بايتين"، "صامدون لسنا سياسيين"، "أريد حقّي في الإدماج"، "الإدماج بدون شروط" وغيرها من اللاّفتات المحمولة والمعلّقة في الطرقات قد شدّوا رحالهم وتهيّأ أغلبهم للعودة إلى مقرّ إقامتهم بعدما "أقاموا" في أرصفة شارع المرادية لأكثر من 10 أيّام· ويأتي قرار الرئيس الذي أسعد آلاف الأساتذة المتعاقدين ضمن سلسلة من القرارات التي استجابت من خلالها السلطات العليا في البلاد لانشغالات شرائح مختلفة من المواطنين، في انتظار التكفّل بانشغالات فئات أخرى ترفع مطالب مختلفة·