لم تبق تفصلنا عن أولى مباراة يخوضها منتخبنا الوطني في نهائيات كأس العالم التي ستعطَى إشارة انطلاقتها يوم غدا بجنوب إفريقيا، إلا ثلاثة أيام، ومعه تبدأ الحسابات والقيل والقال. لكن هل بمقدور لاعبينا اجتياز عقبة الدور الأول؟ وكيف تبدو مهمة أشبال رابح سعدان في العرس العالمي؟ تلكم من بين الأسئلة التي سنتعرف على إجاباتها مع أهل الاختصاص. عمر بتروني (لاعب دولي سابق): "مأمورية" "الخضر" لن تكون سهلة" »لا بد من الاعتراف بأن مأمورية »الخضر« لن تكون سهلة لاقتطاع تأشيرة العبور إلى الدور الثاني بالنظر إلى قوة المنتخبات التي سنلعب ضدها. ولكن لا يعني أننا لسنا قادرين على التأهل، بالعكس، إذا ظهر اللاعبون بنفس العزيمة التي ظهروا بها في التصفيات المزدوجة فسيكون التأهل من حلفينا رفقة المنتخب الإنجليزي«. ويقول بتروني: »بطبيعة الحال نأمل جميعا أن نصل إلى دور متقدم من هذه المنافسة العالمية، ومن ثمة العرب وليس الجزائر فقط«. والأكيد أن المدرب سعدان على دراية تامة بالنقائص التي كشفتها المقابلتان الوديتان أمام إيرلندا والإمارات، لا سيما على مستوى خط الهجوم، الذي يبقى العائق الأول، الذي من شأنه يخدم المنتخبات المنافسة، على أساس أن نقص فعالية المهاجمين يقلل من حظوظنا لتسجيل نتائج مشرفة«. وختم بتروني قائلا: »بالشجاعة التي يتمتع بها زملاء زياني لا خوف على »الخضر« في جنوب إفريقيا، سيما وأن المواجهة الأولى أمام المنتخب السلوفيني تبدو في متناول منتخبنا للظفر بالفوز؛ أي في حال تحقيقه يسمح لنا بلعب المباراة الثانية أمام المنتخب الإنجليزي بمعنويات عالية جدا لبلوغ الهدف المنشود، وهو انتزاع ورقة التأهل إلى الدور الثاني. جمال عماني (لاعب دولي سابق): "لن نتأهل إلى الدور الثاني" »من الصعب جدا على المنتخب الوطني المرور إلى الدور الثاني بالنظر إلى المستوى المتواضع الذي ظهر بها في المقابلتين الوديتين الأخيرتين، وذلك بغض النظر عن قوة المنتخبين الموجودة معنا في المجموعة، لأن ليس من السهل حتى تحقيق التعادل مع المنتخبات المعنية، لا سيما أن المنتخب الإنجليزي الذي يُعد من المنتخبات المرشحة للظفر بكأس العالم بقيادة مدرب قدير اسمه كابلليو، عكس المنتخب الوطني الذي يشرف مدرب لم يتمكن إلى حد الآن من إيجاد الحلول لإنعاش الهجوم، الذي يبقى أهم عائق للتشكيلة الوطنية نتيجة نقص فعالية المهاجمين، والاعتماد على لاعبين مستواهم محدود جدا، وهو ما تجلى في المباريات الودية الأخيرة، لأن من العيب أن نعتمد على لاعبين كمنصوري وصايفي، وتهميش لاعبين شبان يملكون مؤهلات عالية جدا تسمح لهم بفرض أنفسهم ضمن التشكيلة الأساسية بكل سهولة، على غرار بودبوز وقديورة وعبدون وخادير«. وأضاف جمال عماني قائلا: »إذا لم يتم إحداث بعض التغييرات على مستوى التشكيلة الأساسية فحظوظنا ضئيلة جدا لبلوغ الدور الثاني. والأكثر من ذلك سنعود إلى الجزائر بدون أية نقطة في الرصيد، لأنه الميدان الوحيد الذي يكشف قوة وضعف المنتخبات المشاركة«. حسين ياحي (لاعب دولي سابق): "لا أنتظر الكثير من منتخبنا" »الطريقة التي لعبنا بها أمام إيرلندا والإمارات لا تبشر بالخير، لأننا سنواجه منتخبات من العيار الثقيل، مما يتوجب على المشرف الأول على العارضة الفنية إعادة النظر في بعض الأمور التي لها علاقة مباشرة بالجانب التكتيكي، سيما على مستوى الهجوم، الذي يبقى من بين أهم نقاط ضعف التشكيلة الوطنية. ويرى ياحي أن سعدان وضع نفسه في وضعية صعبة جدا باختياره لاعبين ليسوا في المستوى للدفاع عن الراية الوطنية في جنوب إفريقيا دون ذكر أسمائهم، لأن هؤلاء اللاعبين ظهروا بوجه شاحب في المباريات الأخيرة، مما يصعّب أكثر من مهمتنا للخروج من هذه المنافسة العالمية بوجه مشرف يليق بسمعة الكرة الجزائرية«. عبد الحميد صالحي (لاعب دولي سابق): "سنرفع التحدي في جنوب إفريقيا" »نملك منتخبا يكون له شأن كبير في السنوات القليلة القادمة، لأن هؤلاء اللاعبين مفخرة للجزائر، إذ تمكنوا من رفع التحدي وتجاوز كل العواقب بالتأهل إلى المونديال، ولكن لا بد أن نكون صرحاء، فحسب رأيي، لازال عمل كبير ينقصنا لمواكبة وتيرة المنتخبات العالمية«. وأضاف اللاعب الدولي السابق يقوا: »من الضروري على الناخب سعدان مراجعة حساباته في بعض الأمور التقنية ليكون منتخبنا في يومه أمام المنتخب السلوفيني طالما أن العبور إلى الدور يمر بضرورة الفوز بالمواجهة الأولى، على أساس أن الانهزام أمام سلوفينيا لا يخدمنا بتاتا لبلوغ حلم الجزائريين، وهو التأهل على حساب منتخبات قوية بحجم الولاياتالمتحدةالأمريكية والمنتخب الإنجليزي، وعليه فاتخاذ كافة الاحتياطات أمر لا مفر منه لتصحيح الأخطاء، التي حدثت في المقابلتين الوديتين أمام إيرلندا والإمارات. ويعود ذلك، حسب رأيي الشخصي، لعدم صرامة بعض اللاعبين«. عبد الحق بن شيخة (مدرب المنتخب الوطني للاعبين المحليين): "سنقول كلمتنا في هذا المونديال" »أنا على يقين أن المنتخب الوطني سيقول كلمته في المونديال، لأن كل الظروف مواتية لتحقيق نتائج إيجابية، التي تسمح لنا بالظفر بورقة التأهل إلى الدور الثاني، وذلك رغم صعوبة المنتخبات المعنية، لأنّا نملك لاعبين شبانا، تكمن قوّتهم في العزيمة والإرادة يقودهم المدرب المحنك الشيخ سعدان، الذي يدرك ما يفعل به ليكون المنتخب الوطني في يومه في جميع المقابلات وليس أمام المنتخب السلوفيني فقط، لأن التأهل إلى الدور الثاني غير مرتبط بمباراة سلوفينيا، طبعا دون التقليل من أهمية هذه المواجهة الأولى، طالما أن الفوز بها سيحفز لاعبينا على مواصلة المشوار بمعنويات عالية، والعكس في حال الانهزام، لا سيما وأن المواجهة الثانية تكون أمام منافس من العيار الثقيل، ويتعلق الأمر بالمنتخب الإنجليزي الذي رغم قوّته إلا أن المنتخب الوطني سيلعب ضدها دون مركب نقص؛ لأننا نملك لاعبين يملكون الخبرة الكافية لمواكبة وتيرة مثل هذه المباريات القوية، خاصة بالنسبة للاعبين الذين يحملون ألوان فرق معروفة على المستوى الأوربي. نصر الدين دريد (حارس دولي سابق): "لسنا مؤهلين لهزم منتخبات عالمية" »حسب رأيي الشخصي، لسنا في المستوى لهزم منتخبات عالمية على غرار المنتخب الإنجليزي، الذي أرشحه للذهاب بعيدا في هذه المنافسة العالمية بالنظر إلى التركيبة البشرية للتشكيلة التي أضحى يعتمد عليها المدرب كبللو، عكس المنتخب الوطني الذي يبدو عليه أنه يعاني كثيرا على مستوى الخطوط الثلاث، لا سيما الهجوم، الذي يبقى نقطة ضعف التشكيلة قد تزيد من صعوبة المدرب سعدان، الذي كان عليه إعادة النظر في قائمة اللاعبين بالاعتماد على العناصر الأكثر جاهزية، والاستغناء عن اللاعبين الذين يمرون بفترة فراغ صعبة للغاية؛ لأن مباريات المونديال تختلف كثيرا عن مقابلات كأس أمم إفريقيا. عمر بلعطوي (لاعب دولي سابق): "مفتاح الدور الثاني يمر بهزم سلوفينيا" »افتكاك تأشيرة الدور الثاني مرتبط بتحقيق الفوز على المنتخب السلوفنيني، لأن حتى التعادل قد يحرمنا من ذلك. وأنا شخصيا متفائل جدا لبلوغ حلم كافة الجزائريين، لأننا، بصراحة، نملك لاعبين شبانا قادرين على إحداث مفاجأة من العيار الثقيل وتكرار سيناريو ملحمة خيخون بالفوز على المنتخب الإنجليزي«. والأكيد أن رد اللاعبين على الذين انتقدوهم سيكون فوق المستطيل الأخضر، لأن ما حدث لبعضهم عقب مباراة الإمارات من شانه أن يزيدهم إصرارا على التأكيد بأحقية تأهلنا إلى مونديال جنوب إفريقيا. وحسب بلعطوي فلا بد أن يثق كل الجزائريين في إمكانات المنتخب الوطني، ويقفوا إلى جانبه أثناء وبعد المونديال؛ لأن الجزائر، حسبه، دائما تملك منتخبا قويا سيكون له شأن كبير في السنوات القليلة القادمة، معترفا في نفس الوقت ببعض النقائص التي يعاني »الخضر« منها، لا سيما على مستوى الهجوم، الذي من شأنه أن يتسبب في إقصاء الناخب سعدان في الدور الأول، لأن التأهل يتطلب على الهجوم صنع الفارق والمساهمة بشكل كبير في تحقيق النتائج الإيجابية. وختم ابن مدينة »الباهية« قائلا: »بالرغم من صعوبة المهمة إلا أن حظوظ تأهل منتخبنا إلى الدور الثاني تبقى قائمة«.