أثارت زيارة نائب الرئيس الصيني إلى تركيا غضب المسلمين اليوغور الذين يعيشون في أنقرة· وأحرق ناشطون من اليوغور المسلمة بالصين العلم الصيني في أنقرة، بينما بدأ نائب الرئيس الصيني تشي جينبينغ محادثات مع المسؤولين الأتراك بشأن قضايا إقليمية· واحتج اليوغور المنحدرون من إقليم تركستان الشرقية الذي احتلته الصين عام 1949 وأسمته (تشينغ يانغ)، خارج الفندق الذي يقيم فيه تشي بالعاصمة التركية آخر محطة في جولة قادته أيضًا إلى الولاياتالمتحدة وأيرلندا· وأحرق المحتجون الذين كانوا يلوحون بأعلام تركستان الشرقية علمًا صينيًّا وصورة لتشي قبل أن تتدخل الشرطة لتفريقهم· وتتهم الجماعات الحقوقية الصين بارتكاب انتهاكات خلال حملة في 2009، ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الأحداث وقتها بأنها (إبادة جماعية)· ويوجد بتركيا آلاف اليوغور الذين فروا من تركستان الشرقية (تشينغ يانغ) منذ سيطر الشيوعيون الصينيون على الإقليم عام 1949· وكانت زعيمة اليوغور المسلمين في المنفى ربيعة قدير قد انتقدت بشكل قوي معرض فرانكفورت للكتاب بسبب دعوته للصين أن تكون ضيفة المعرض، وأكدت أنه كان من الواجب عدم تكريم الصين في ظل سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان· وقالت قدير -التي تقود جماعة في المنفى هي مؤتمر اليوغور العالمي- بينما كانت في معرض الكتاب: (ليس من الصائب الترحيب ببلد ينفذ فيه الإعدام بشكل يومي ويتم التعاملُ فيه مع حقوق الإنسان بعدم احترام)· وأضافت قدير: (قبل الألعاب الأولمبية رأى العالم أن الصين ستُجبر على احترام حقوق الإنسان بصورة أكبر بسبب توجيه العالم اهتمامه إلى الألعاب في الصين)· وانتقدت منظمة العفو الدولية في تقرير لها العام الماضي الصين لعدم الوفاء بتعهداتها بتحسين سجل حقوق الإنسان وهي الوعود التي قدمها مسؤولون خلال حملتهم للألعاب الأولمبية، وقالت المنظمة: إن بكين لم تف بالتزاماتها كدولة مضيفة للألعاب الأولمبية· وقالت قدير: (بدلاً من استخلاص دروس من ذلك الحدث وجَّه معرضُ الكتاب الدعوة للصين لتكون ضيفته، ولكن ما حدث في الخامس من جويلية يوضح الكيفية التي تتعامل بها الصين مع حقوق الإنسان ومع مواطنيها) في إشارة إلى حملات قمع دموية نفذتها السلطات الصينية ضد المسلمين اليوغور آنذاك· ويطالب مسلمو اليوغور باستقلال (تركستان الشرقية) عن الصين وإقامة دولة إسلامية بها، إلا أن الصين ترفض هذا المطلب بقوة وتقوم بقمع الانفصاليين المسلمين بقوة، بذريعة أن (الإقليم) تابع لها تاريخياً ولن تفرط فيه، وقد قامت بإسكان الملايين من الصينيين البوذيين الذين ينتمون إلى عرقية (الهان) في الإقليم حتى أصبحوا أغلبية فيه على حساب المسلمين اليوغور، كما مكنتهم من ثروات المنطقة في تفرقة عنصرية فاضحة، وأثارت أعمالُها القمعية استنكار بلدان غربية ومنظمات حقوقية دولية كثيرة، لكن الغريب أن البلدان الإسلامية قابلتها بصمت مطبق ولم تجرؤ ولو على إصدار بيانات تنديد وهذا بسبب تشابك مصالحها مع الصين، وتفضيلها لغة المصالح على أخوة الإيمان· * يوجد بتركيا آلاف اليوغور الذين فروا من تركستان الشرقية (تشينغ يانغ) منذ سيطر الشيوعيون الصينيون على الإقليم عام 1949· وكانت زعيمة اليوغور المسلمين في المنفى ربيعة قدير قد انتقدت بشكل قوي معرض فرانكفورت للكتاب بسبب دعوته للصين أن تكون ضيفة المعرض، وأكدت أنه كان من الواجب عدم تكريم الصين في ظل سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان·